شفق نيوز/ حذر جنرال إسرائيلي رفيع المستوى، من الصورة القاتمة التي يمكن أن تصل إلى حافة الحرب في الصراع ضد إيران، التي تحاول تثبيت تواجدها في سوريا والعراق، مؤكدا أن المعركة ستكون "أكثر تفجرا من الماضي".
وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده معلقها العسكري يوآف ليمور، أن "وظيفة رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) التي يرأسها الجنرال درور شالوم، أن يكون قلقا، ولكنه في الفترة الأخيرة نجده قلقا أكثر من أي وقت مضى".
وقال شالوم في مقابلة خاصة مع الصحيفة: "أتلمس في الآونة الأخيرة صورة قاتمة للغاية"، مضيفا أنه "في السنة والنصف الأخيرتين رفعت النبرة بشأن مستوى الاحتمال الكامن في التفجر، فالواقع أكثر تعقيدا مما كان في الماضي، ونراه يتفاقم".
وتحدث الجنرال عن حالة "التفجر" في كافة الجبهات، وأكد أن "الأمر في النهاية يتعلق بإيران؛ فمن البرنامج النووي الإيراني، وحدت سعيها تثبيت تواجدها في سوريا والعراق ومحاولاتها نقل أسلحة متطورة، وصواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان".
وقال: "نحن نتواجد حيال إيران في التفافة خطيرة، ويتعين علينا أن نقبض على الدفة بقوة شديدة"، على حد وصفه.
وفي السياق النووي، ذكر شالوم، أن هناك 3 سيناريوهات ممكنة؛ الأول، أن تصل واشنطن إلى اتفاق نووي جديد مع طهران يشبه أو يختلف عن الماضي، وقد لا يستجيب لكل رغبات إسرائيل؛ الثاني، يتواصل فيه التصعيد العسكري في الخليج لوضع تشدد فيه إيران نشاطاتها وتضطر الولايات المتحدة للرد؛ وهذا من شأنه أن يجر لمطالبة نصرالله بالتدخل، وبالأساس تجاه إسرائيل".
وأما السيناريو الثالث بحسب الجنرال، فهو "التوسع نحو النووي، وخرق الاتفاق إلى ما دون حافة الانتقال إلى القنبلة"، لافتا إلى أن إيران من لحظة اتخاذ القرار صنع القنبلة، "تحتاج إلى سنتين نحو القنبلة وسنة للمادة المشعة الكافية، ولكن السياقات التي يتخذونها الآن تسمح لهم بتعزيز قوتهم، فعندما يقررون، سيكون هذا أسهل وأسرع عليهم".
تطور الهجوم
وردا على سؤال يتعلق بمدى قدرته على تشخيص ما يجري لدى إيران، قال: "خرق الاتفاق النووي سيلزمنا بإعادة جزء من المقدرات لهذه المسألة، وأنا بالتأكيد أقل هدوءا اليوم، لقد دخلنا إلى المجال الغامض الذي يتقدمون فيه دون إبطاء، ما يلزمنا بأن نكون أكثر حساسية"، مؤكدا أن "إيران عدو ذكي جدا، وأنا قلق بالتأكيد".
وحول مدة معرفة "إسرائيل" بالمواقع الإيرانية وإمكانية العثور عليها، ذكر الجنرال أن "فرضية العمل في كل الأوقات، أنه توجد أمور لا أعرفها، ولهذا توجد شبكة مرتبة جدا تعنى بالموضوع النووي، ليس فقط في إيران، بل وفي كل المنطقة، تنكب على قلب كل حجر كي لا نتفاجأ".
وتابع: "أنا لست هادئا في السياق الإيراني، وهذا تغيير سلبي حصل لنا بمفهوم التحدي، إلا إذا توصلنا لاتفاق جديد يخدمنا"، مشيرا إلى أن "إسرائيل التي نفذت آلاف الأعمال ضد أسلحة حزب الله وضد محاولات تثبيت التواجد الإيراني في سوريا، انتقلت من الفروع إلى الجذوع؛ من مهاجمة إرساليات السلاح لمهاجمة المضامين"، بحسب تعبيره.
وإلى جانب النشاط العسكري الإسرائيلي نوه شالوم إلى أن "هناك نشاطا سياسيا، والهدف هو البقاء كل الوقت تحت حافة الحرب، وتوجد هناك إنجازات عظيمة؛ وقدر قيل من الوسائل القتالية دخلت، ومنعنا قيام قواعد للمليشيات الشيعية، كما أن الاستثمارات الاقتصادية الإيرانية انخفضت".
ونبه أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، هو "رجل جدي جدا، يتعلم ومصمم ويؤمن ويتطور كل الوقت، وبدأ ينقل قدرات غايتها المس بنا في المعارك ما بين الحروب"، مضيفا أن "سليماني شخصية مركزية تقود خطوات سلبية تجاه إسرائيل".
وأشار الجنرال إلى أن "لدى شعبة الاستخبارات سياقين متوقعين؛ الأول، نتيجة للضغط على إيران في سوريا، هذا كفيل بأن تحاول تثبيت التواجد في العراق، والثاني؛ أن تنقل طهران إلى سوريا قدرة متطورة للمس بإسرائيل، وهذا كفيل بأن يجعل المعركة بين الحروب أكثر تفجرا بكثير".
"خيار معقول"
ونوه إلى أن "القدرات المتطورة ربما تشمل؛ صواريخ جوالة، ومقذوفات صاروخية، وحوامات وربما أمورا معقدة أكثر من هذا".
وعن ما يحصل في العراق، قال: "سليماني استثمر هناك جزءا كبيرا من وقته في المستوى السياسي، وثبت هناك قدرات ومليشيات وحلفاء، وهو يستغل كل هذا للتأثير في المجال السياسي العراقي، ولكن أيضا خلق مجال عمل آخر ليس فقط ضدنا، بل ضد السعودية والخليج"، وفق قوله.
ورأى أن إمكانية استهداف إيران لإسرائيل من العراق، "خيار معقول جدا"، مرجحا إطلاق إيران "صواريخ أرض أرض، وصواريخ جوالة أو طائرات مسيرة بعيدة المدى".
وأكد الجنرال أن "إيران تعرضت لضربات شديدة، ولكنها تنشط ولا ترفع يديها، بل تطور القدرات، وما لم ينجح معها في المرة السابقة قد ينجح في المرة القادمة"، زاعما أن "بشار الأسد غير راض عن النشاط الإيراني في بلاده، ولكنه في نهاية المطاف مكبل".
وردا على سؤال: "كم يمكن للمعركة بين الحروب أن تتواصل بحيث لا تؤدي إلى الحرب؟ وهل بدأت تلمس حافة الحرب؟"، لفت شالوم إلى أن "المعركة بين الحروب، هي فكرة نشأت في الجيش، وبمفاهيم معينة خلقت استراتيجية إسرائيلية شاملة جديدة".
وتابع: "أعتقد أننا بدأنا نلمس حافة الحرب، ولا تزال وظيفتنا كرجال استخبارات أن نحرص كل الوقت على ما يمكن أن نعمله من تحت حافة الحرب، ونشير للأماكن التي من شأنها أن تؤدي بنا إلى ما وراء ذلك".
وأكد الجنرال الإسرائيلي أنه "لا يزال هناك مجال عمل حر في المعركة بين الحروب، وهناك حاجة لأخذ حذر أشد ويقظة أكثر"، مرجحا أن تكون المعركة مع إيران في العام المقبل، "أكثر تفجرا".