شفق نيوز/ رحب متخصصون ومسؤولون محليون في محافظة ديالى بقرار المحافظة منع استيراد المحاصيل الزراعية (الخضر) واعتبروه خطوة مهمة لانعاش الزراعة وتحسين الواقع المعيشي لغالبية مزارعي المحافظة.
وقررت محافظة ديالى امس الثلاثاء حصر نشاط علاوي بيع الخضر والفواكه بالمجازة حصرا و منع دخول محاصيل ( الخيار والباذنجان والشجر) المستوردة الى اسواق ديالى ابتداء من 30 نيسان الجاري لدعم المنتج المحلي و توجيه اصحاب العلاوي لشراء المحاصيل المنتجة محلياً من ناحية خان بني سعد التابعة لمحافظة ديالى.
وقال مدير ناحية العظيم (60 كم شمال بعقوبة) عبد الجبار العبيدي لشفق نيوز ان قرار المحافظة منع استيراد الخضر المهمة سينعش الدخل المعيشي لاكثر من 75% من مزارعي المحافظة وتشجيع المنتج المحلي.
واضاف ان "قرار ادارة ديالى بمنع استيراد محاصيل موسمية مهمة قرار شجاع سيؤمن واردات مالية كبيرة للاقتصاد المحلي ويحلحل الركود الزراعي والاحباط الذي اصاب المزارعين جراء اغراق الاسواق بالمنتج المستورد وتحول المنتوج الوطني الى " اعلاف للحيوانات".
واكد العبيدي ان منع استيراد المحاصيل سيمتص جانب كبير من البطالة المتفشية منذ سنوات عدة، داعيا الى تشديد قرارا منع الاستيراد ليشمل الفواكه والخضر كافة واعادة هيبة المنتج المحلي في ظل الازمات الاقتصادية المحتملة جراء تذبذب وانخفاض اسعار النفط وتداعيات ازمة كورونا.
وباتت المنتجات الزراعية المستوردة تسيطر على الاسواق المحلية بشتى أنواعها وباختلاف اسعارها، فيما لم يمنح المنتج المحلي فرصته برغم جودته بسبب الفساد المستشري لدى كثير من المسؤولين عن إدارة الثروات في البلد؛ بحسب المراقبين.
بدوره اعتبر مدير ناحية بني سعد (20 كم جنوب غرب بعقوبة) نجم السعدي في حديث لشفق نيوز، استيراد المحاصيل من دول الجوار اغراق للاسواق المحلية وتدمير للبنى الاقتصادية لديالى، مشيرا الى أن آلاف الفلاحين تكبدوا خسائر مادية فادحة في الأيام الماضية بسبب انهيار أسعار الخضروات والتي تحولت الى اعلاف للحيوانات .
وتابع بالقول ان " قرار وقف استيراد الخضراوات المهمة سينعش جيوب نحو 80% من المزارعين في مناطق عدة من المحافظة وخاصة الممولة لديالى ومحافظات عدة بالفواكه والخضر على مدار المواسم الزراعية".
من جهته اكد الخبير الاقتصادي رافد ابراهيم لـشفق نيوز" ان محافظة ديالى تفقد سنويا اكثر من 1500 مزارعا بسبب سياسة اغراق الاسواق بالمحاصيل المستوردة بسبب خسائرهم الكبيرة ما يدفعهم الى العمل في مهن اخرى لتامين مصادر رزقهم ، داعياً الى ضرورة حماية المنتج المحلي وحماية ودعم منظومة الامن الغذائي في البلاد .
وانتقد الاغراق المتعمد للاسواق بالمحاصيل المستوردة مع بدء انتاج المحلي من اجل ايذاء المزارعيين وتكبيدهم خسائر فادحة ، محذرا من خطورة هكذا افعال وتأثيرها في انهاء القطاع الزراعي .
واستدرك ابراهيم ان "ظروف المحافظة الامنية وعمليات الجفاف والنزوح القسري خلال الاعوام الماضية افقدت المحصول المحلي جودته وخواصه ما جعل المحاصيل المستوردة تنفرد بخواص ومميزات جيدة, لاقت اقبالا شديدا في السوق من حيث الطعم والجودة وملائمة الاسعار".
وتعاني محافظة ديالى من انهيار كبير في القطاع الزراعي، بعد أن كانت سلة العراق الغذائية، بفضل انتاجها الزراعي الوفير والمميز.
وفقد أكثر من 70% من المزارعين مصادر رزقهم في محافظة ديالى، بسبب العنف الطائفي عام 2006، وما تلت عام 2014 من أحداث طائفية وعمليات عسكرية مدمرة.
ويرى متخصصون، أن أسباب انهيار القطاع الزراعي في ديالى، يعود إلى عمليات التغيير الديموغرافي في المحافظة، وفوضى الاستيراد، فضلًا عن التجريف والتصحر وغياب الدعم الحكومي.
يذكر أن 75% من سكان محافظة ديالى، كانوا يمتهنون الزراعة، قبل أن يفقد معظمهم مصدر رزقه.