رحيم احمد قادر / استهوتني كتابة هذا الموضوع وكان السبب الرئيسي هو اسراف أصحاب المهن حاليا في الانارة ونحن نعاني ازمة حادة في الكهرباء كذلك الاسراف في المياه لدينا مشكلة في انسيابية مياه دجلة والفرات لاسباب كثيرة منها تحكم جارة العراق تركيا بالمياه..
كذلك سوء سلوك البعض من أصحاب المهن في تصرفاتهم مع الناس من حيث غش المواد والاسعار العالية للمواد وهم يتحملون جزءا من الغلاء والقسم الاخر يتحمله أصحاب العقارات بسبب طمعهم وجشعهم وزياداتهم السنوية المستمرة للعقارات دون رحمة علما ان القانون مطلق لصالح أصحاب العقارات. يا حبذا لو تدخلت الدولة في هذا الموضوع لانه يمس شريحة كبيرة من الناس حيث يدعي أصحاب العقارات ان سبب الزيادة هو فرض ضرائب عالية جدا على عقاراتهم والمحصلة النهائية المواطن يدفع الزيادات المستمرة..
العمل شريان الحياة وسبب سعادة الانسان كي تدوم الحياة يجب ان يكون العمل مواكبا لها. والعمل شرف عظيم للعامل.. روى لي احد الأصدقاء من العمال لدى أصحاب المهن الحرة كان يعمل في مصنع اهلي لصناعة الأحذية المعروفة بـ (احذية سعيد حراق) يقول كان رب العمل سعيد سعيدا جدا عندما ينتج الحذاء الأول يقبل الحذاء ويضعه على رأسه ويقول هذا رزقنا منه نأكل لقمة عيشنا وسبب منزلتنا بين الناس. احد الحمالين في سوق الشورجة من تعبه وعرق جبينه اشترى دارا فارهة حسب الرواة كان يضع عدة العمل (حمالة الظهر) الذي يرفع به الحمل في صالون الاستقبال في البيت.. كانت الاسرة تعترض على ذلك تشعر بالعيب لتدني مهنة الحمالة في نظر الناس لكنه لا يبالي يقول لهم: هذا رأسمالي وسلاحي الذي اوصلتكم به الى هذا المستوى بشرف وامان في محيط الحياة المملوء بالمفاجآت غير السارة. هذا الرجل كان من الاكراد الفيلية وهؤلاء ظلموا حيث قام النظام السابق بتسفيرهم خارج العراق بدعوى انهم من التبعية الإيرانية نفس الوقت التبعية العثمانية لا اعتراض عليهم وهذا تناقض شديد في معاملة المواطنين.
سمعت لقاء بثته إذاعة العراق الحر مع الممثل المعروف حمودي الحارثي ان سليم البصري صاحب اشهر مسلسل كوميدي عراقي (تحت موسى الحلاق) كان من الاكراد الفيلية تناسب مع البصرة سمي بالبصري. والحديث ذو شجون المسلسل (تحت موسى الحلاق) ظاهرا كان كوميديا باطنا كان رسالة لدينا امية وجهل عميق في قطاع التعليم على اثرها بدأت حملة مكافحة الامية في العراق عام 1978 الان عادت الامية يصاحبها جهل فكري عميق مسببا كوارث في المجتمع العراقي..
الكاتب الفلسطيني امريكي الجنسية حنا بطاطو ذكر في كتاب العراق بأحد اجزائه الثلاثة ان عبد الكريم قاسم صاحب انقلاب تموز 1958 امه (كيفية حسن) كردية فيلية.. والاكراد الفيلية حتى بعد الاحتلال الأمريكي القبيح للعراق بعد 2003 لم يحصلوا على حقوقهم أصحاب المهن الحرة كان بينهم تكافل اجتماعي رائع ذكر لي احد أصحاب المهن (سمكري) توفي احد زملاء المهنة كان ذا عائلة كبيرةمصاريفهم كثيرة تكفل اصدقاؤه برعاية أبنائه وتكفل نفقاتهم واوصلوهم الى بر الأمان.. العمل يخلق شخصية قوية للإنسان لان سوق العمل والمصالح كميدان الحرب فيه قتال غير منظور من اجل المال والمنافع.
يذكر التاريخ ان (القرامطة) اقاموا دولة في (البحرين) دامت عقودا طويلة كتبت عند مدخل المدينة شعار (لا طعام لمن لا يعمل).
وأصحاب المهن الحرة حريصون ودقيقون جدا في أعمالهم من حيث الوقت وفن التعامل مع الناس أمناء على مصالح واسرار الناس عطوفين برزت منهم شخصيات كثيرة في المجتمع كان لهم دور في الحياة الاجتماعية عكس البعض من أصحاب المهن حاليا لا يحترمون عملهم مكان اقامتهم كأنه مقهى تلفزيون، فيديو، ستلايت وغيرها عملت مع المرحوم الوجيه علي حسين الساعاتي ببيع وتصليح الساعات والمجوهرات كنا نشعر اننا امام مدير عام من حيث العمل والانضباط واحترام الزبائن وتقديم السلعة الممتازة واحترام مواعيد العمل.. حتى اطباؤنا العباقرة فترة السبعينات كانوا على مستوى عال من المهنية والأخلاق والرحمة والعطف والكفاءة العلمية.
نتمنى ان تعود الخصال الرائعة وان يكون الجيل الحالي من أصحاب الشهادات والمهن الحرة كالذين سبقوهم كي ينالوا رضا الناس ورضاء الله والله من وراء القصد.