علي حسين فيلي / نرى ونسمع ونقرأ الواقع ان بالنسبة للكورد الفيليين في العراق ليس هناك مركزية وثقل ومرجعية لهم، والاعتراف بالاخفاق مستمر، هناك قوائم كثيرة، ومراكز متعددة، ومرشحون كثر، وناخبون متشتتون، وفي ظل هذه الحقيقة كيف يمكن ان نكسب احترام الاخرين مع ذلك الكم الهائل من السلبيات التي يشجعنا الاخرون عليها دائماً، وعندما لا يضع الفرد الفيلي خصوصيته نصب عينه ولا يراعي واقعه المرير ولا يحاول التقرب من الأصدقاء والمحبين لقضيته، ولا يعترف باخطائه ويستمر بمعاداة نفسه ليس بالانتخابات الماضية بل في المستقبل لن يكون هناك أي امل، وكسب الاحترام ليس الفوز بالانتخابات، وتحصيل المناصب بل المكسب الأكبر هو كسب ثقة وقبل تحقيق ذلك المكسب يجب ان نحترم ونثق بعضنا ببعض. في الانتخابات الأخيرة بايران وتحديداً في مدينة اسلام اباد التابعة لمحافظة كرمانشاه الكوردية هناك آمال من الممكن أن نشير الى النتائج ليس من حيث الربح والخسارة بل من زاوية اثبات الوجود وكسب احترام الاخرين لان وضع هذه المدينة "اسلام آباد" من الناحية الديمغرافية والمعتقدات في اغلب الأحيان تتشابه مع وضعنا "الكورد الفيليين" هذا المدينة مكونة من خليط من اتباع الديانة اهل الحق "يارسان"، والاغلبية المسلمة الشيعية حسب قوانين ايران ومنذ انتصار الثورة الإيرانية ليومنا لا يوجد أي اعتراف رسمي بحقوق اتباع الديانة الـ"يارسانية"، والذين يقدر نفوسهم بمئات الألوف منتشرون بمناطق مختلفة، اما الكثافة السكانية في محافظة كرمانشاه وبالتحديد مدينة اسلام اباد اكثر من المناطق الأخرى، وفي العقود الأخيرة بالرغم من كل المحاولات الحكومة في طهران لم تمنحهم حق التمثيل بالكوتا، او القبول بمرشحين لمجلس الشورى او غيرها، اما بدلائل عديدة أرى ان زعماء الطائفة وبالذات السيد نصر الدين حيدري اكثرهم شهرة يتعامل بحنكة، وتعلم الكثير من الدروس والعبر، ويعرف جيداً مالذي يريده المقابل وبالرغم من كل القيود والمعانات والسياسات التعسفية بتجاه اتباع ذلك الدين لديهم رصيد اجتماعي مميز بالشارع، وهو يكمن في النقاط الاتية:
اولاً: كما نعلم في العملية الانتخابية بشتى الوسائل المرشحون يحاولون كسب الأصوات. ثانياً: في أي عملية سياسية هناك تكتلات وتحالفات معلنة او غير معلنة. ثالثاً: بالنسبة لأي حكومة برغم جميع مخططاتها فإن معيار المشاركة هو من يحدد نجاحها من عدمه. في ظل تلك النقاط اتباع "اليارسان" وزعماؤهم واستناداً لتجاربهم الماضية، والخطوات المتبعة على الرغم من عدم وجود مرشح للطائفة اصبحوا بيضة القبان في معادلة الفوز وعدمه بالانتخابات، ومع ذلك نسبة المسلمين الشيعة أكثر بكثير من اتباع أولئك الدين، ولكن الخطاب الموحد للأخيرين يعوض الكثرة. نحن لسنا بصدد البحث بشأن أي من مرشح الجانبين يحقق الفوز بل الفائز الحقيقي صاحب الاحترام ومنحه الشرعية من قبل اهل الحق لأن الطرف الاخر هم من يطرقون أبواب اتباع ذلك الدين، ويستشيرونهم، ويعترفون بحجمهم وثقلهم بالمجتمع، وهو بسبب ان كبارهم وصغارهم ملتفون حول زعيمهم، ومتيقنون ان هذا الامر هو الحل الوحيد لوجودهم لما تبقى منهم، لذا فبالماضي وفي المستقبل ان هذه الحقيقية مضمونة بأن أي احد ومن ناحية التعامل من المفترض ان يتعامل معهم بما هم يريدون، وخير دليل على ذلك انه في الانتخابات الأخيرة الفائز هو ليس مرشح اتباع الديانة، ولكنّه قدم لهم الاعتذار المعلن بسبب عدم كسبه لثقتهم، واعرب عن تمنياته في المستقبل ان يكون اهلاً لتلك الثقة كونه يعلم جيداً حياته السياسية المستقبلية مرهونة باهل تلك الديانة لو كان لديه الطموح في الاستمرار بهذا المجال.