الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي/ ستجري يوم السبت الموافق 12 مايس/ايار من هذا العام الانتخابات النيابية في العراق لانتخاب 328 عضوا لمجلس النواب من بينهم عضو كوتا واحد فقط في محافظة واسط لتمثيل الكرد الفيلية.
نحن في الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي نشجع ونحث الكرد الفيلية على المشاركة الواسعة في الانتخابات لايصال اكبر عدد ممكن من ممثليهم الحقيقيين الى مجلس النواب اضافة الى مقعد الكوتا وان يصوتوا للمرشحين من الكورد الفيلية ذوي التاريخ النظيف والاداء الجيد ومن الذين لم يشاركوا في الفساد المالي والذين يقدمون برنامجا انتخابيا واضحا لخدمة كل الكرد الفيلية يدافع بصدق وامانة عن حقوق ومصالح الكورد الفيلية ويلتزمون به بعد الانتخابات. نحذر الناخبين بان لا ينخدعو بالوعود التي لا تُنفذ ولا بالبضائع التي تعطى لهم لشراء اصواتهم.
ويتطلب هذا نشر الوعي في صفوف الكورد الفيلية للتفكير اولا بمصالحهم الحقيقية (والتي تصب ايضا في مصالح العراق شعبا ووطنا) وليس بمصالح الفئات والقوى والاحزاب الاخرى. كما يتطلب تحشيدهم لايصال المرشحين الذين يمثلون فعلا الكرد الفيلية ويدافعون عن حقوقهم العامة ومصالحهم المشتركة وليس من اجل مصالحهم الذاتية ومصالح عشائرهم ومناطقهم ومصالح الاحزاب والقوى التي ينتمون اليها او يحصلون منها على الدعم المالي. علينا ان لا ننسى تجارب الماضي البعيد والقريب التي كشفت القوى التي ارادت استغلال وخداع الكرد الفيلية من اجل الحصول على اصواتهم المجانية فقط، وكذلك الكرد الفيلية الذين استغلوا مواقعهم لخدمة مصالحهم الذاتية وانشلغوا في خصومات لا طائل من ورائها وتكسير الاخرين ومحاولة تخريب جهودهم واهملوا خدمة قضايا الكرد الفيلية.
لقد بَدَأَت احزاب سياسية عديدة مستخدمة امكانياتها المالية والاعلامية وغيرها تتحرك من اجل الاستحواذ على مقعد الكوتا الوحيد الذي حصل عليه الكورد الفيلية في محافظة واسط، مع العلم بان هناك تفتت واضح في صفوف "السياسيين" من الكرد الفيلية يجعل من الصعب عليهم الحصول على مقاعد اخرى غير مقعد الكوتا. وكما تعلمنا من التجارب العديدة فبالنسبة لهذه الاحزاب فالكرد الفيلية ليسوا سوى اصوات انتخابية مجانية ومقاعد برلمانية لتمثيل مصالحها هي وليس المصالح الحقيقية للكورد الفيلية، مع ان هناك قوى سياسية ترغب في العمل لصالح قضية الكورد الفيلية لوجود بعض المشتركات بينها وبينهم. فلماذا إذن نعطي اصواتنا للآخرين ولا نعطيها للمرشحين الذين يمثلون حقا الكرد الفيلية او يدافعون عن قضيتهم وحقوقهم ومصالحهم؟
علينا ان لا ننسى ان الانتخابات تجري في دولة مبتلاة بالفساد الخبيث الذي ينخر جسدها ,المستشري في كل مفاصلها وفي صفوف نُخَبُها السياسية المتنفذة. ولذا سيشوب الانتخابات التزوير والخروقات والمتاجرة ببطاقة التصويت وشراء الاصوات بالصوبات والبطانيات (مع ان الجو ليس باردا الان!) والرز والزيوت. وسيكون ذلك سهلا بسبب انتشار البطالة والفاقة وضعف الوعي السياسي في صفوف الناخبين.
هناك قضايا واسئلة كثيرة تواجه الكورد الفيلية ، قضايا مصيرية واسئلة ملحة تحتاج الى اجوبة وخطط عمل وبرامج انتخابية وجهود حثيثة لتحقيقها، من بينها:
- كيفية استرجاع حقوقنا المشروعة التي لم يتم ارجاعها لحد الان وحماية مصالحنا الاساسية والمهددة للآن، بالاسلوب الديمقراطي البرلماني.
- استخدام لغتنا الام (الكوردية الفيلية) وصيانة وممارسة وتطوير ثقافتنا وتدوين تراثنا الغني وحمايتهما من النسيان والاندثار او الانصهار او الضياع وترسيخ هويتنا. وبناء المدارس والسماح لهم بالدراسة بلغتهم الام في المدارس الابتدائية والثانوية، وبناء المراكز الثقافية في مناطقهم.
- الحفاظ على مناطقنا الاصلية في العراق وحماية هويتها التاريخية والممتدة من خانقين وغيرها في محافظة ديالى شمالا حتى محافظة ميسان جنوبا وفي محافظة بغداد. والعمل من اجل ادارة هذه المناطق من قبل سكانها الاصليين من الكورد الفيلية وغيرهم وبسط الامن وحماية السلام والامان في ربوعها من قبلهم. وتأهيل واعادة إعمار هذه المناطق اقتصاديا وتصليح وتطوير البنى التحتية ومصادر المياه والطاقة الكهربائية وقطاعات الزراعة والصناعة والخدمات التعليمية والصحية وغيرها.
- تقديم مسودات قوانين ليقوم مجلس النواب العراقي بالغاء جميع القوانين والقرارات المعادية للكورد الفيلية الصادرة عن النظام الدكتاتوري السابق ومجلس قيادة الثورة (المنحل) وعلى راسها القرار رقم 666 لسنة 1980 بشكل قانوني وصريح وواضح.
- بذل الجهود من اجل استعادة الكورد الفيلية لمواقعهم الاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها التي كانت لهم في المجتمع العراقي في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
- الاستمرار في الحفاظ على العلاقات الاخوية الجيدة للكورد الفيلية مع جميع المكونات القومية والدينية والمذهبية والشرائح الاجتماعية للشعب العراقي.
- مقاومة الفساد المالي والاداري الخبيث الذي ينخر في جسد دولة العراق والمستشري في كل مفاصلها وفي صفوف النخبة السياسية وفضح بقايا الفكر والمواقف الصدامية ضد الكورد الفيلية التي لا زالت تعشش في اجهزة الدولة. والابتعاد عن مخاطر التطرف العقائدي والتعصب العشائري والمناطقي وحماية انفسهم من عصابات الجريمة المنظمة التي تهددهم.
- العمل الدؤوب للتغلب على حالة التشتت في صفوف الكرد الفيلية بتحقيق التنسيق ووحدة الصف وترتيب البيت الكوردي الفيلي بالافعال العملية وليس بالاقوال فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الكورد الفيلية في وضع ذاتي وموضوعي يتيح لهم تحقيق ذلك؟
نؤكد مرة أخرى بان المصالح (أي الهيمنة على السلطة والاستحواذ على الموارد) هي المحرك الحقيقي للسياسة (في كل البقاع والازمان، في كل انحاء العالم وبضمنه العراق). والقوة هي التي تحقق اهداف السياسة (ومصادرها: القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الفكرية). ولذا فان الكورد الفيلية مجبرون على التحرك ضمن اطار هذا الواقع وعليهم ان ينطلقوا من دوافع المصالح الاساسية العامة المشتركة للمجتمع الكوردي الفيلي بشكل عام وليس من دوافع المصالح الذاتية او العشائرية او المناطقية او مصالح الاحزاب والقوى السياسية التي تتذكر الكرد الفيلية في اوقات الانتخابات فقط.