صلاح شمشير/ ان طبيعة المجتمع العراقي وتنوعه لم يكن يوما ليؤثر على وشائج النسيج العراقي، ولم تكن الثقافة العراقية، ثقافة عنف، لكن التغيير الذي حصل في العراق، زلزل أنظمة المنطقة القابعة على صدور شعبها، فكان إشعال فتيل الطائفية السبيل الوحيد للحفاظ على أنظمتها بتصدير ثقافة الفتنة الطائفية والتي اثرت بشكل سلبي وكبير على الوضع العراقي، الى ان تدارك العراقيون المكيدة التي طالت دماء كثيرة من الشعب العراقي، والكورد الفيليون طالهم الاذى مثلما طال بقية العراقيين لتواجدهم في مناطق وسط وجنوب العراق التي لم تسلم من تلك الحرب الشعواء، ورغم انتهاء تلك الفتنة، الا ان نظام الحكم في العراق قسم على اساس قومي ومذهبي، والذي جعل مكون الكورد الفيليين يتخبط بين الفرقاء، تارة مع القومية واخرى مع المذهب، ولم يشكل كيان مستقل بذاته ليقرر وضعه فأصبح تابعا لأحزاب انشغلت بمصالحها ونسيت او تناست وضعهم فدفعوا ثمن سنوات اخرى بعد ٢٠٠٣ تضاف لتغييبهم، والنظر اليهم كمجموعة مستضعفة لا حول لها ولا قوة مما جعل قضاياهم معلقة، وكان الأجدر بهم لملة صفوفهم، وان تمسك الكورد الفيليون بقوميتهم ودينهم وعدم الانقسام بينهما يعطيهم القوة لان طبيعة الكورد الفيليين وتواجدهم مع العشائر العربية وممارسة الطقوس والشعائر الدينية وانصهارهم مع تلك العشائر جعلت كفة الطابع الديني والمذهبي هي الغالبة، لكن ذلك لم يمنع الفيليون من تمسكهم القومي ولا يمكن ان يتخلوا عن احدهما، والمراقب للوضع السياسي العراقي سيجد ان الفيليين هم الوحيدين الذين لم يستغلوا الأزمات لصالحهم وبالعكس من ذلك دائما تكيل التهم بحقهم عند انتهاء الانتخابات، دون النظر بمطالبهم، لذا عليهم توحيد صفوفهم وان يكون لهم مرجعية سياسية وثقل وسط الأحزاب والكتل والخروج من مستقل قوقعتهم، وعدم البقاء تابعين وان يعملوا من اجل ان يكون لهم وضع مستقل وبرنامج يفرض نفسه ليكونوا شركاء في العملية السياسية وليضحوا من اجل مكونهم مثلما ضحوا من اجل الآخرين، ومازال التغيير لصالحهم قائم لو ارادو ذلك ووحدوا خطابهم وكلمتهم.