2019-05-06 12:20:04
علي حسين فيلي/ ثبت لنا، في ذكرى الابادة الجماعية وسبات الضمير في هذه البلاد، ان الفيليين لن يمنحوا فرصة بان يجدوا انفسهم؛ لذلك منذ سنين فهم مضطرون في خضم هذا النسيان ان يحاولوا بأنفسهم ان يحصلوا على بعض من حقوقهم والحفاظ على شيء من كرامتهم كأفراد.
وخير دليل ما ثبت هذا العام، فان كل استذكار أو فعالية لهذه الابادة تتم حصراً عبر افراد من ابناء الشريحة، وحتى من اجل ذكرى الابادة الجماعية (الجينوسايد) يتوجب استجداء رسالة تعاطف من السلطة اللامبالية في بغداد التي اصبحت اربابا للاستذكارات ويحيي منها ما يراد ويميت منها ما يراد حسب الرغبات.
كما ان الرأي العام اثبت هو الاخر بانه اكثر الاطراف غربة وان اغلبية المواطنين لا يعرفون حتى ما هو السبب الرئيس للظلم الذي مارسته الانظمة السابقة فيما يخص هذه القضية.
وفي هذا العام ثبت، ان الموافقة الوحيدة للحكومة الحالية في بغداد هي تمرير الذكرى بصمت وهذا ما لا يمسح اية من اثار الابادة الجماعية ضد الفيليين.
يثبت دائما لدينا ان الوقت هو ارخص رأسمال للسلطة! فلا الحكومة ولا الاغلبية المطلقة من الاطراف السياسية خصصت شيئاً من وقتها لمواساة عوائل ضحايا الابادة الجماعية للكورد الفيليين بحجة عدم توفر الفرصة! وظهر انه لا البكاء ولا التوسلات ينفع لانتزاع السلطة من اي مسؤول! وهذا ليس مشكلة الفيليين لوحدهم كون الاطراف المشاركة في الحكومة تريد افراغ بغداد من استذكار مثل هذه الكوارث.
مع الاسف، ان عمر الحقائق قصير وان ذكرى (جينوسايد) الكورد الفيليين تقصر مدته سنة تلو الاخرى؛ وهذه الحقائق تخبرنا بان: في مفترق طرق اليأس والتقصير، الجميع مصابون بكارثة نسياننا.
ان احياء الذكرى من الان فصاعدا سيكون مرتبطا بتوافقاتنا وكفاحنا وحدنا فقط؛ فقد ثبت للإنسان المظلوم، من الفيليين وغيرهم، انه بجانب ذلك العار والصيت السيء الكبير الذي يرى الابادة الجماعية شيئا صغيرا، لا يمكن نزع سلاح اي فكر فاشي وشوفيني من دون حرب قانونية وضغوطات ونشاطات شاملة، والقائمون على السلطة في بغداد اثبتوا بشكل سياستهم هذه، انهم لن يخسروا شبرا من جنة انعدام ضميرهم بأيديهم من اجل ذكرى محزنة.