2017-06-28 04:52:00

صبحي ساله يي

 

جاء ت حكومات الى بغداد ورحلت أخرى،  وتدحرجت العقود،  والحقد الشوفيني تجاه الكورد ظل كما هو بل زاد في الكثير من الأحيان. والكورد الفيلية نالوا القسط الأكبر من تلك الأحقاد ومازالوا يذوقون مرارات السياسات العدوانية، ويسمعون الأصوات النكرة والأنغام الغثيثة والخطابات السياسية التي تغذي الحقد الدفين ضدهم وتفوح منها النذالة والحقارة ورائحة الفكر البعثي الصدامي المقبور, وما زالوا يتعرضون في الواقع المتداعي الى ذات الممارسات التي إعتادوا عليها من  قبل أجهزة الجهلة حتى النخاع والأمية في كل شئ.

الإناء ينضح بما فيه. وهذا لايحتاج لإثبات وأدلة، وما سمعناه من التهديدات الموجهة نحونا من قبل الإنتهازيين والجهلة الذين يستثمرون بتجهيل الشعب وإستغفاله وإشغاله عن التفكير بهمومه وأزماته المستفحلة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والخدمية بلا مراقبة ومتابعة وحساب, يشير بوضوح تام الى التكاثر الأميبي للفكر الشوفيني الإفتراسي الإستعلائي، والركون الى القنوط والتهاوي في مستنقع ال ( أمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ). مستنقع مازال يتخبط فيه مثيري المشكلات والأغبياء الذين يفقدون القدرة على الربط بين الوقائع والمواقف والتوجهات التي تعودوا عليها في عهد البعث القذر، والتي تهدد السلم الأهلي وتشيع العنصرية والكراهية والنعرات والخلافات بين المواطنين وتصنفهم الى درجات حسب إنتماءاتهم القومية والمذهبية والطائفية.

أخر ما جادت به قريحة أحدهم، والذي يحلق في فضاء الطائفية والارتزاق والتملق والهذيان ويفرغ في تصريحاته جزءاً مما عنده من دناءة التفكير والتحليل، هو أن مصير الكورد في بغداد بعد الاستفتاء على إستقلال كوردستان هو التهجير. وطبعاً هذا التهديد بالتهجير والإقصاء والتسليب لم يكن وليد لحظته، كما هو حال التهديات الكثيرة التي سمعناها في الإعلام ونلاحظها في مواقع التواصل الاجتماعي، والمنتفخة بالتعالي والتكبر والغرور العربي والاستهزاء والتشكيك والاستصغار للشعب الكوردي، ستسيء للعراقيين عموماً وستثير الخلافات وتغذي الأحقاد بين الكورد والشيعة، وفي الوقت ذاته ستزيد من تمسك الكورد الفيليين بكورديتهم الأصيلة ومشاركتهم بفعالية وحماس أكبر في الإستفتاء المزمع إجرائه في أيلول المقبل.

هذا التهديد الجديد بالتهجير ذكرني بتهجير قديم لعائلة كوردية من كركوك في عهد صدام الأرعن، كانت لها شهيد في قادسية صدام. عندما تم إستدعاء رئيس العائلة الى المنظمة البعثية لتبليغه بقرار الترحيل، قال لهم : هل يشملني الترحيل وإبني شهيد في قادسية صدام .. فقالوا له: خذ إبنك الشهيد معك الى أربيل.

هذا السعد غير السعيد، الذي يقف خلف مختار العصر ويقدم المشورة له، نسى التضحيات والتاريخ المشرف للكورد الفيليين، وأكثر من عشرين ألف شهيد كوردي فيلي، لذلك تمادى وتطاول ولو تم  تذكيره بالشهداء الفيليين، ولأنه من جذور بعثية ومؤمن بذات الأفكار العفلقية اللعينة فإنه سيكرر حتماً عبارة مسؤول المنظمة الحزبية البعثية فيقول: خذوا شهدائكم معكم الى كوردستان.