علي حسين فيلي/ هناك تعريف خاص لحزن الكورد الفيليين وهو محفز للقضاء على اليأس المفروض علينا بالرغم ان حزننا انموذج للحزن الازلي منذ الخليقة، وهذه المقدمة بوابة للولوج الى لقاء جمعني بالشخصية المعروفة والقديرة في شرحيتنا الأستاذ يدالله كريم الذي لخصّ من خلال تجاربه واستنتاجه طوال عقود من الخبرة السياسية لعملنا بالقول في مرحلة ما من الزمن الجميع كانوا يقولون القضية الفيلية في دوامة ازمة المخاطب الرسمي وغيره، وقضيتنا ابتعدت عن الشارع، وكلما نتحدث، ونتطرق اليها الصدى يعود علينا اما اليوم في مجال قضيتنا فقد دخلت في مقاييس جديدة ومؤثرة، ولو نشر كلما يخص المجال الفكري لنا لم يعد مستغربا مثل السابق، والمتلقي ينتظر منا نتاجات حول قضيتنا بطروحات جديدة باتت مستساغة، ومتلائمة، وتواكب عجلة التطور الفكري مع الاخرين.
ويتابع كريم انه من دون مجاملة فإن لشفق دور رئيس لإيصال قضيتنا للمتلقي.
وهنا اعقب على ما قاله الأستاذ كريم وفي موضوع شريحتنا يمكننا القول جمال الحياة في الامل وليس الحزن، نحن لسنا متفرقين، ولكننا دائما ما يودع احدنا الاخر في امل اللقاء، فنحن نعيش في بلد يزرع فيه اللغم الواحد - وحسب الخبراء - فان تكلفته المالية تقدر بـ3 دولارات، ولإبطال مفعوله، وتفكيكه يحتاج الى 1000 دولار، وهذا واقعنا، وتكلفة الحياة التي نعيشها، ولو نظرنا الى حسن الظن من قبل الأستاذ ليس هناك حدث جديد حول مؤسسة شفق بل ينحصر في خانة تجبير الخواطر في وقت نسينا فيه هذا المعنى والشعور.
هذه المؤسسة من الناحية العملية، والهيكلية ممكن تشبيهها بالمعمل، ولكن باختلاف في الإنتاج ولو ترك فريق العمل ذلك المعمل فان البناية تبقى بعنوانها الصناعي نفسه اما لو ان مؤسسة اعلامية اضطر العاملون فيها عن عدم مواصلة عملهم فتصبح البناية مهجورة، وهذا الحدث المؤلم قد مرت به المؤسسة في وقت اصبحنا من دونها بلا وطن من ناحية فقدان البناية وليس الفكر وإرادة العمل، ورسالتنا منذ التأسيس الى اليوم هي الإنتاج اما الحصاد فنتركه للمخاطب بمختلف انتماءاته، وتوجهاته.
في الماضي وبمرات عديدة تستخدم عبارة المدرسة لمؤسسة شفق، واما اليوم فان هذا التعبير لم يعد منسجما وواقع الحال الذي نعيشه لأن المدرسة من دون معلمين وتلاميذ لا تبقى على ما هي عليه، والمؤسسة من دون كوادر لا تبقى على ما هي عليه، ونحن لا ننسى باننا في حرب من جهات عدة ونلخصها بالحرب مع الإرهاب، والحرب بين الطوائف والمذاهب، والحرب بين القوميات، وصراع المطالبة بالحقوق، ومع شديد الأسف فان المقبل اشد وهو حرب التسقيط.