علي حسين فيلي/ من غير الممكن نسيان اليوم الذي فتحت مجلة فيلي عينيها على الدنيا للمرة الاولى واتمت بهذا العدد السنة الثالثة عشر من عمرها ودخلت عاماً جديداً، احببناها في جميع المقرات وعلى جميع المستويات كما هي؛ لان هذه المجلة علمتنا ان ثرواتنا كبيرة وعرفتنا كمصدر على تاريخنا وثقافتنا، وهي المرة الاولى التي يتم فيها خزن الارشيف المكتوب للفيليين في 169 عدد من مجلة ما. نحن نحب هذا التاريخ الذي يوازي عمر مراهق؛ الا انه يتوافر على مضمون يكفي للعمر بطوله.
بهذه المناسبة المباركة التي تتزامن مع العام الميلادي الجديد نستذكر جهود وتعب الاشخاص الذين منحوها الحياة وكتبوا لها الموضوعات، ونقول للقارئ الكريم: الوقت كله ملكك وجميع الوان الحياة من احمر وابيض واخضر واصفر.. والالوان الاخرى التي تراها في هذه المجلة والتي تزين سفرة مفروشة تليق بك انت. بورك حصادنا ودامت المجلة والشكر للتعب الصامت لفريق عملها.
اللوحة الثانية
في بعض الاحيان يجب ان تهدم من اجل ان تبني وان تهب لتملك. وبلدنا في هذا العام تجرع مرارة وعذابات توازي عشرات السنين وتركه خلفه. وهو ليس بحاجة للمزيد من الدمار. والذي بقي هو ضرورة تجفيف مجموعة من الافكار وان تبنى الحدود بين المكونات على اساس المواطنة. ففي عراق اليوم العبور من الحدود بين المكونات ومناطق بعض المحافظات اصعب من زيارة الدول الاجنبية. في الحقيقة فان ربع السكان على الاقل ليس بمقدورهم الذهاب الى بغداد العاصمة (هل بامكان مواطن انباري او موصلي الذهاب الى بغداد مالم يكن موظفا او طالبا؟!) فلا عجب ان هذا الوطن له حصة الاسد عالميا بالتخاصم والزعل بين مكونات شعبه وحكومته.
ان الجهود والمساعي في العالم تبذل لالغاء الحدود، ولكن في الحقيقة قليلة هي البلدان التي حدودها الداخلية اكثر من حدودها الخارجية كالعراق.
اما بمناسبة العام الميلادي الجديد هل بامكاننا كعراقيين ان نسامح بعضنا ونفتح صفحة جديدة لانه لا يصغر احد بالتسامح والا لم يكن الله بكل هذه العظمة!.