علي حسين فيلي / يقال ان العدل لا يدوم من دون الحق ولا عدالة مع خرق الحقوق وان انكار المخالفين والخصوم لا يتواءم والحق والعدالة، فهل ان العدالة الموجودة في العراق ضمنت حقوق الكورد الفيليين وباقي الشرائح والمكونات بشكل أفضل؟ ان اي مجتمع بقدر ما يولي اهمية للحق فانه يحقق بالنسبة نفسها السلم والامن الفكري والحفاظ على ارواح وممتلكات افراده، والعراق من دون هذا المعيار مازال بعيدا عن الامن والاستقرار.
ان ظاهرة حذف المخالفين والخصوم في الفكر والتوجهات هي من نواقص التعايش الجمعي، فلو ان الانسان لم يعش في جماعات لما برزت مشكلة القضاء على المخالفين والخصوم! ولكن العيش الجمعي يعاني من هذه المشكلة التي قد تتجلى في بعض الاحيان في اطار الحرب واعمال العنف. ومن الواضح ان حجة مسألة القضاء على المخالف والخصم يمكن ان تتسبب في القضاء على امة او دولة او حزب او جماعة او شخص، او القضاء على ديانة او عرف اجتماعي او ثقافة عامة. ومن الواضح انه اضافة الى المصالح المادية والمعنوية فان السلطة والتربية لهما الدور المؤثر في مثل هذا النوع من التصرفات والافعال.
هناك مثل عربي يقول "الحق لمن غلب"، ومن المؤسف انه في صخب المثرثرين يكون نصيب الضعفاء الوحيد من الجوائز والعقاب هو الفناء! وبالنسبة الينا فان المحكمة الجنائية العليا اصدرت منذ امد بعيد قرارها بشأن ابادة الكورد الفيلين الجماعية، وهذا يثبت ان الكورد الفيليين لم يدانوا بتهمة الاختلاف في الرأي او معارضة السلطة السياسية بشكل مسلح او تدبير محاولة الانقلاب، والذين تمت معاقبتهم لا نعرف شيئا لحد الان سوى انه لم يكن لاسباب شخصية، ما عدا ما قيل عن سببه العام بانه الاختلاف في القومية والمذهب!!
السؤال الملح هنا لماذا يحاول شخص ما او جهة ما القضاء على انداده، وماهي الدوافع وراء هذا العمل المشين والفكر الخاطئ؟ كمبدأ نردد دائما في الماضي والحاضر لماذا لا يحاول الكورد الفيلييون ولماذا لا يستصرخون ولماذا لا يراجعون لماذا لا يكتبون لماذا لايقرأون ولماذا لا يشاركون في النشاطات لماذا لا يشكلون الاحزاب والمنظمات والهيئات والجمعيات، ولماذا لا يؤسسون المنتديات الثقافية والفنية والرياضية، و.. ومن يمنعهم ومن يشجعهم؟، ومن المفروض قبل أي شيء لا بد ان نتعرف على إنجازات السلطة في التنفيذ لقرارات المحكمة العليا، وما ترتب عليها من مقررات أصدرتها هي.
وما عدا ظلم مستبدي اليوم والامس، كانت لنا صراعات ومواقف غير واضحة تجاه بعضنا، والشيء الواضح ان هذا النوع من التصرف كان وباله ثقيلا علينا واحدث ضررا كبيرا لقضيتنا، ومن الواضح ايضا ان البعض عندما يحاول القضاء على مخالفيه بسلاح كيل التهم والتشهير فذلك لانه ليس باستطاعته فعل ما هو اكبر من ذلك، وليس رحمة بالمقابل. وبلا شك فان العداء والتشهير لا يخدمان قضيتنا وليس لائقا ان يصبح جزءا من تاريخنا.
ان المتابع على دراية بان الكورد الفيليين سعوا لكل ما تم ذكره على الرغم من نتائجه لم تكن كما ينبغي، لان نقص الخبرة والتجربة وكثرة الاعداء وفقدان الامكانيات والتقصير والانانية ليست نظيرة النجاح! ومن جهة اخرى ليس هنالك لحد الان لغة مشتركة واحدة يفهمها الجميع وبمعناها المجازي ماهي افضل رسالة ومقترح وبرنامج وباي لغة يمكن ان تقدم؟ في وقت لا تنفعنا العربية والفارسية والتركية واللغة الام لوحدها لان اجيال التغرب والهجرة ليس لهم لغة مشتركة ليتفاهموا بها كونهم متفرقين في مختلف بقاع العالم!! وفيما يخص اجيال الداخل الحائرة واليائسة فان تعدد الكوارث التي حلت بهم لم تفسح لهم المجال لتحمل بعضهم البعض الاخر ولا يستطيعون معها التصدي للعمل الجماعي.
كان برنامج البعث هو من جعل منا ان نتعود على مختلف طرائق الموت وبالحرمان الاجتماعي والسياسي والاقصاء وعشرات التهم الاخرى قام بابعاد مئات الالاف من الكورد الفيليين وغيب آلافا من شبابهم.
من الواضح على الساحة السياسية والانتخابات اذا لم نوحد بيتنا ونؤطر لعلاقات عابرة للطائفية والقومية لا نستطيع المنافسة للحصول على الارقام المؤهلة عبر الالقاب ورواية الاحداث والكوارث التي مرت بنا ولا عبر الثرثرة والتشهير والاستخفاف ببعض، لانه لو كانت العبرة بالارقام كان يجب الا تعجز الاصوات التي تحصل عليها حتى الذين دخلوا المنافسة كمستقلين وان يتشاركوا في شيء واحد وهو الاحتفال بالهزيمة!!