"سلاماً يالافين،
نشعرُ أنّهُ حميميٌّ وأليفٌ أنْ نبدأ باسمك المجرّد.
أنا لا أعرفك، وما ألتقيتُك أبداً. ولا أعرفُ الكثير عنك غير أنّك حصلتَ على شهادة الاعدادية/قسم الاعلام في السنة الماضية، وكنتَ ضمن مجموعة سينمائية، ولك جوانب أخرى في شخصيتك مثلنا جميعاً.
لكنّي أعرف أنّك بطلٌ سويديٌّ.
فتىً في الخامسة عشرةَ مات أيضاً. كان يحبُّ أنْ يلعب كرة القدم. جاء الى هنا من بلد آخر حيث كانت حياته في خطر. وبدلاً من أنْ ينقذه البلد هذا إلا أنّه قتله. وفتى آخر لا يزال يصارع من أجل الحياة في المشفى، وكذا أحد المعلمين.
ولولا وجودك حيث كنتَ أمس لاستطاع المجرم بالتأكيد أنْ ينجح في جرح وقتل الكثيرين.
الذين رأوك أمس يقولون أنه لم تطرفْ لك جفن، إذ قفزتَ الى الأمام دون تردد باتجاه القاتل. وأنّك افتديتَ بنفسك حتى ينجو الأطفال.
أن نشكرك لا معنى له.
فكلُّ ما أريد هو أنْ أقول معذرةً.
معذرةً لأنّ الصحفَ والمعارفَ اليوم يكتبون عنك كـ"مهاجر شجاع" ـ وأنّ اسمك لافين وليس لوكاس ـ بالرغم منْ أنّ مولدك مسجل في لكستورب، وعلى الأرجح تماماً نفس المعدن الغربي الرديء مثلي.
معذرةً لأنّكَ استيقظتَ في 22 اكتوبر 2015 في سويدٍ تولد فيه الكراهية والحكم المسبَق على الانسان. في سويدٍ سُجّلت فيه 1080 شكوى تدور حول العنف ضد السُود، و 490 شكوى تدور حول التهديد بسبب الاسلامفوبيا.
معذرةً لأنّك عشتَ في سويدٍ أُحرقَتْ فيه 14 مسكناً لطالبي اللجوء هذا العام 2015، حيث قُيضَ لك يومياً في مدرسة كرونا بترولهتان أنْ تلتقي بعددٍ من أولئك الأطفال الخائفين، الوحيدين والمُعرّضين للتهديد والعنف، والذين لم نقم نحن بما يكفي لحمايتهم.
معذرةً لأنك عشتَ في مجتمع أضطر فيه قائد الشرطة نيكلاس هالغرن أنْ يقف في نقل مباشر ويؤكد وقوع "جريمة كراهية متعمدة بدافع عنصري"، وذلك حول الحادث الارهابي الذي أودى بحياتك.
معذرةً لأنّه، وببساطة، قتلك الإرهابيُّ بسبب مظهرك.
معذرةً لأنه لم يكن هناك سؤال عن ـ دون متى ـ ستنالك الحرب العنصرية للذئاب المنعزلة الضارية.
معذرةً لأنّ أهلكَ وأحبابك يستيقظون منْ غيرك هذا اليوم .
لكنّ الأهم من كلِّ شيءٍ:
معذرةً لأننا الذين حولك فشلنا في أنْ نكونَ هذا النوع من السويديين الذي كنته أنتَ.
لو كانت لدينا شجاعتكَ لما وقعَ ما وقع."
ترجمة: عبد الستار نورعلي
مقالة للمحررة السويدية كارينا بريفلت في صحيفة (آفتون بلاديت) بتاريخ الجمعة 23.10.2015 حول المعلم الكردي الفيلي الذي ضحّى بنفسه لحماية تلاميذه من العنصريّ السويدي الذي هاجم مدرسة كرونا بمدينة ترولهتان السويدية. فطعنه بسيفه الذي هاجم به فاستشهد لافين. ولولاه لحدثت مجزرة رهيبة. وذلك بتاريخ الخميس 22.10.2015 .)