شفق نيوز/ فيما تتواصل الاستعدادات لمعركة "تحرير الموصل" وطرد تنظيم داعش من المنطقة برمتها، يبدو أن هناك خلافات تعصف ببعض أطراف العملية، خصوصا بين بغداد وأنقرة، التي اشتعلت بينهما الحرب الكلامية مؤخرا. في الأثناء، ذكرت مصادر عراقية أن طلائع من الحشد الشعبي وصلت إلى حدود قضاء شيخان، شمالي الموصل، بهدف المشاركة في عملية استعادة الموصل. وتعتبر مشاركة الحشد الشعبي في المعركة مثيرة للجدل، وترفضها القوى السنية، التي تقول انها ارتكبت "انتهاكات في معارك سابقة في تكريت والرمادي والفلوجة". من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إن بلاده لن تسمح بأن تتسبب عملية تحرير الموصل من داعش بـ"دماء ونار" في المنطقة لما سيترتب عليها من صراع طائفي، حسب تعبيره. وأضاف إردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون على الهواء، خلال احتفال للهيئة القضائية أن تركيا "مستهدفة بشكل شرس فيما يتعلق بمسألة الموصل، لأنها تحدث تغييرا في التوازنات الإقليمية." وفي وقت سابق الأربعاء أيضا، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن القوات التركية ستبقى في معسكر بعشيقة العسكري شمالي العراق حتى يتم طرد تنظيم داعش من الموصل. وأضاف قورتولموش، في مقابلة بثتها وسائل إعلام تركية، إن تركيا ستشارك في عملية الموصل ما لم تشارك وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وتأتي تصريحات قورتولموش في وقت نفى رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن يكون قد طلب من أردوغان إنشاء قاعدة بعشيقة العراقية أثناء زيارته إلى أنقرة. ورغم اعتراضات، بغداد ترغب أنقرة في أن تبقي قواتها متمركزة في معسكر بعشيقة في شمال العراق إلى أن يتم إخراج داعش من الموصل. على صعيد الاستعدادات، أعلنت عدة فصائل مشاركتها في العملية إلى جانب القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ويتشكل الركيزة الأساسية للقوات المشاركة في العملية من القوات العراقية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى فرقة "الرد السريع"، التي أعلن قائدها اللواء ثامر الحسيني، السبت، أن قواته ستشارك في معركة تحرير الموصل المرتقبة بثلاث ألوية قتالية. وتعد فرقة الرد السريع تشكيل رسمي ضمن تشكيلات الشرطة الاتحادية. كما سيشارك في العملية "الحشد الوطني" بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، ويتألف هذا الحشد من مقاتلين من عشائر سنية. بدورها، عززت قوات البيشمركة وجودها الميداني في جميع المحاور المحيطة بمدينة الموصل مع اقتراب موعد انطلاق المعركة المرتقبة لتحرير المدينة، كما أبدى حزب العمال الكوردستاني جاهزيته للمعركة. يذكر أن تنظيم داعش استولى على الموصل، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، في يونيو 2014 وهي أكبر مدينة خاضعة لسيطرة التنظيم الذي تمتد مناطق وجوده عبر الحدود من شمال العراق إلى شرق سوريا.