2015-05-14 18:40:26
شفق نيوز/ سارع قادة العراق وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم الخميس الى احتواء حوادث وقعت في منطقة الكاظمية في العاصمة بغداد كادت ان تتحول لاعمال عنف طائفية.
وزاد الشرخ الطائفي في العراق منذ صيف العام الماضي عندما اجتاح متشددو داعش شمال وغرب البلاد وارتكبوا مجازر بحق الاقليات الدينية والمذهبية.
لكن البلد ظل متماسكا الى حد كبير ولم يسجل اعمال عنف طائفية على غرار ما وقع قبل سنوات عندما قضى عشرات الالاف على يد متشددين سنة وشيعة.
وسارع رئيس الوزراء حيدر العبادي الى منطقتي الاعظمية والكاظمية شمالي بغداد وتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.
ومنطقة الاعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان مؤسس اول مذهب سني، وهي تجاور منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي امامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد.
وتكون المنطقة السنية ممراً لحشود زائرين شيعة يتوجهون سيرا على الاقدام صوب مرقد الامام الكاظم في كل عام، وقد شهدت في السنوات الماضية هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة ممّا ادى الى مقتل واصابة العشرات.
واشاع مجهولون في وقت متأخر من ليلة امس بمنطقة الاعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم بوجود مفجر انتحاري بينهم وهو ما بث الهلع بينهم، بحسب ما ابلغ شهود عيان وكالة الاناضول.
وفي أعقاب ذلك اضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني وعدد من الدور السكنية والسيارات في المنطقة السنية وهو ما اشعل مواجهات بين الزوار الشيعة وسكان المنطقة السنية وافادت مصادر امنية بانها خلفت نحو ١٩ جريحا.
وتحولت المنطقة فيما بعد الى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد ان امر العبادي بتطويقها بافراد الامن وهو ما ساهم في تخفيف حدة الاحتقان واحتواء اعمال العنف.
وذكر العبادي في حديث مقتضب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك انه أمر بالتعامل بكل حزم مع اية محاولة لزعزعة الامن للحفاظ على امن المواطنين وممتلكاتهم.
وعاد الهدوء الى المنطقة بعد انتشار افراد الامن واحتواء الحوادث التي اعادت الى الاذهان اعمال عنف طائفية واسعة النطاق بين السنة والشيعة بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٨.
وقضى في تلك السنوات عشرات الاف الاشخاص عندما سادت حوادث القتل على الهوية الطائفية على يد متشددين سنة وشيعة على حد سواء.
واثارت حوادث الكاظمية استنكارا من قبل القادة العراقيين السنة والشيعة على حد سواء.
والقى السنة باللوم على "ميليشيات طائفية" في اشارة الى ما يبدو الى بعض الفصائل الشيعية المسلحة التي تحارب تنظيم داعش.
وقال نائب رئيس الجمهورية ان "ما حدث أمس في مدينة من حرق وتدمير وتكسير واعتداءات على مواطني المدينة من قبل ميليشيات طائفية استغلت مناسبة الزيارة، أمر لا يمكن السكوت".
واضاف في بيان ان ذلك الامر "يكشف أن هذه الفئة الخارجة عن القانون ومقومات المواطنة تضمر الشر وسوء النية ليس لأبناء الأعظمية فحسب بل للعراق كله".
وطالب النجيفي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ"تشكيل فوج من أهالي الأعظمية لحماية مقدساتهم التي انتهكها هؤلاء الخارجون على القانون"، مشددا على ضرورة "التفكير جديا بابعاد خط سير الزائرين الكرام عن مدينة الأعظمية كي نمنع أن يستغل ذلك بأعمال لا تمت إلى جوهر الزيارة بصلة".
واتهم النجيفي "مليشيات طائفية بالقيام دون وازع من خلق أو ضمير بحرق مبنى استثمار الوقف السني والبيوت القريبة وكسرت سيارات المواطنين واعتدت عليهم وأطلقت شعارات طائفية وتجاوزت على مذهب يتبعه مئات الملايين من المسلمين"، مشيرا الى أنها "حاولت اقتحام جامع الإمام الأعظم لولا تدخل القوات التي ارسلها رئيس مجلس الوزراء".
واشار النجيفي الى أنه "تواصل مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي رئيس المجمع الفقهي للعلماء في محاولة لتفادي الآثار السيئة التي ترتبت على هذه الاعتداءات الجبانة ومنع تكرارها واتخاذ الاجراءات التي تحول دون ذلك".
كما سارع العبادي الى تطمين رجال الدين السنة عبر تعهده بملاحقة المسؤولين عن الحوادث.
وذكر بيان صادر عن المجمع الفقهي لعلماء السنو ان "العبادي زار في وقت مبكر من صباح اليوم المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء مستنكراً ما جرى في مدينة الأعظمية من اعتداءٍ على جامع الإمام الأعظم وحرق لمنازل المواطنين ولدوائر الوقف السني على يدِ ثلةٍ مأجورة من المجرمين".
واضاف البيان ان العبادي اشاد بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها.
وتابع البيان ان "المجمع الفقهي العراقي دعا العبادي إلى محاسبة المجرمين ووضع حدٍ لهذه التجاوزات وتعويض المتضررين من هذه الجريمة".
ونقل البيان عن العبادي قوله "سوف نحاسب المسؤولين عن جريمة الاعتداء على الأعظمية".
ودعا رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي الحكومة العراقية الى ضرورة ضرب جميع الجماعات الخارجة على القانون منها التي تسببت باحداث التخريب والحرق في مدينة الاعظمية، معلناً تأيدده للاجراءات التي اتخذها رئيس مجلس الوزارء حيدر العبادي في غلق المدينة جراء تلك الحوادث.
وقال الصميدعي في مؤتمر صحفي، ان "على المسؤولين ان يضربوا بيد من حديد على هذه العصابات والمصالحة لا تتحق مع وجود هؤلاء بالشوارع وما يقومون به من تخريب ولا بد ان تضرب هذه العصابات لمن اراد ان يحقق الامن لهذا البلد والا يكون احد يحتضن هذه العصابات ولا عصابات داعش".
واوضح ان "هذه العصابات دخلت واحرقت وندعو الاجهزة الامنية تاخذ دورها تجاه تلك العصابات ان ياخذوا دورهم الكبير كما اخذوا دورهم وقطعوا الطريق على العصابات المجرمة في الاعظمية وغيرها"، مشيراً الى ان "بقاء هذه العاصابات سيعبث بوحدة العراقيين واخوتهم كما عبت بممتلكاتهم ستعبث بكل شي في البلد".
وتابع "اشكر رئيس الوزراء حيدر العبادي على استجابته في غلق مدينة الاعظمية وزيارته للمجمع الفقهي"، لافتاً الى ان العبادي "يريد ان يبني بلدا امنا مستقرا ونحن ندعمه في ذلك وندعوه الى ان يضرب بيد من حديد كل عابث يعبث بامن البلاد من اي طائفة ومكون".
وابلغ مصدر امني مسؤول شفق نيوز بأن القوات الامنية اعتقلت اكثر من 30 شخصا من مثيري الشغب بمدينة الاعظمية، لافتا إلى ان اغلب المعتقلين هم من خارج مدينة بغداد.
واضاف المصدر ان السلطات تحقق مع المعتقلين.