شفق نيوز/ تحت عنوان “صوت الموسيقى أعلى”، أعلن فنانون لبنانيون إقامة حفل موسيقي تضامنا مع فرقة “مشروع ليلى” بعد أن ألغيت حفلتها ضمن مهرجانات جبيل الدولية.
وانتشرت في الآونة الأخيرة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في الحفل المجاني في ذات تاريخ وتوقيت حفل “مشروع ليلى” الملغى.
وكانت إدارة “مهرجانات جبيل” قد ألغت حفل فرقة “مشروع ليلى”، عقب سجال عنيف وصل حد توجيه تهديدات بالقتل لأعضاء الفرقة، لاتهامها بالإساءة للمقدسات المسيحية.
وتزامنا مع ذلك، يعيش العراق جدلا مشابها إثر دعوى قضائية رفعتها جهات دينية ضد اتحاد كرة القدم العراقي، على خلفية الفعاليات التي رافقت حفل افتتاح بطولة آسيا الأسبوع الماضي.
وتضمن الحفل، الذي أقيم على ملعب كربلاء الأولمبي، عروضا مسرحية راقصة شاركت فيها مجموعة من الفتيات، وتخللتها فقرة موسيقية للفنانة اللبنانية جويل سعادة، التي عزفت النشيد الوطني العراقي على آلة الكمان.
هذا المشهد الذي شد الحضور، كان أيضا محل شجب وانتقادات زج بمناسبة رياضية في السياسة.
فقد ظهرت العازفة بقميص بلا أكمام ومن دون حجاب، وهو ما اعتبره كثيرون فعلا شنيعا خرق قانون “قدسية كربلاء”.
ويجرم القانون بيع أو تناول الكحول، وإقامة أي احتفال غنائي في الأماكن العامة. كما يمنع “التبرج”، ويمنع دخول النساء “السافرات” إلى المحافظة.
وتحظى محافظتا النجف وكربلاء في العراق بقدسية خاصة لاحتضان الأولى مرقد الإمام علي بن أبي طالب، بينما تضم الثانية ضريحي نجليه الحسين والعباس.
انتهاك للقدسية أم نفاق؟
وجه ديوان الوقف الشيعي اتهامات لمنظمي افتتاح بطولة آسيا بتجاوز الحدود الشرعية. ووصل الأمر بالهيئة الدينية إلى حد رفع دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة، قبل أن تتراجع عنها لاحقا.
كما طالب رئيس الوزراء الأسبق والأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، الحكومة بفتح “تحقيق عاجل وبمحاسبة من يقف خلف هذا التجاوز”، على حد قوله.
في حين ارتفع عدد متابعي العازفة اللبنانية على انستغرام، بعد أن قاد الفضول عراقيين إلى التعرف عليها وتسجيل إعجابهم بعزفها.
وتساءل قيس الكعبي: “أعطيتم الموضوع أكثر من حجمه. لم هذا الهجوم على افتتاحية رياضية مدتها ربع ساعة وعازفة تعزف النشيد الوطني بدقيقتين؟ أليس الأولى بكم أن تنتقدوا الفساد الذي ينخر في الحكومة.. وتنقذوا الشباب من البطالة والخدمات المتدنية والمخدرات؟ هذه رياضة تعبر عن الحب”.
ولم يكد السجال حول حفل افتتاح بطولة غرب آسيا على ملعب كربلاء يهدأ، حتى اندلع نقاش آخر بعد انتشار أنباء باعتقال عدد من الشباب يرتدون سراويل قصيرة في الأماكن العامة بعدد من مناطق محافظة الأنبار.
وأثارت حملة الاعتقالات، التي نفاها عضو مجلس الأنبار، مخاوف نشطاء عراقيين من استهداف الحريات العامة بحجة حماية ما وصفوها بـ “القدسية الضائعة”.
وانتقل النقاش من العراق، إلى دول عربية أخرى، حيث ناقش مغردون “العلاقة الملتبسة بين رجال الدين والفن”.
واعتبر مغردون أن “قانون القدسية” في العراق هو نفسه الذي منع مشاركة “مشروع ليلى” في مدينة جبيل اللبنانية وتسبب سابقا في منع العديد من العروض الفنية في المنطقة.
وتقول مارال الرواي: “رقابة مسيحية تئد حفل “مشروع ليلى” في لبنان وأخرى إسلامية في العراق تستنفر لمجرد عرض موسيقي في كربلاء. هذا يدل على شيء واحد وهو انتشار الراديكالية والتحجر في المنطقة. لا مذهبا ولا طائفة بريئة منهما”.
في المقابل دافع آخرون عن مواقف الهيئات الدينية في لبنان والعراق.
إذ تساءل أحدهم: “فرقة لبنانية تسمى بـ #مشروع_ليلى تغني بشكل ساخر عن الأديان وتدعم المثلية فجاءت بأغنية تسيء فيها إلى نبي الله عيسى فرفض أكثر الشعب هذه الأغنية وطالبوا بمحاكمة الفرقة. أليست هذه هي حرية التعبير التي صدعتونا بها؟”
وفي هذه التغريدة، تحدث عن أهمية الفن، فغرد قائلا: “يجب أن يبتعد الفن عن مثلث الرعب والجدل: السياسة والدين والجنس. الفن ليس له حدود ولا يقيده شيء. يحب أن يكون الفنان أكثر ثقافة من الشعب ويتناول تلك القضايا الجدلية في أعماله”.