شفق نيوز/ "بداية حسبتُ أن كلمة (داعش) وكأنها اسم أسطوري. لم أستطع تصديق أن يكون تابعاً للدين الإسلامي"، يقول خالد عبدالرزاق، 41 عاماً، ويدير محلا لبيع أجهزة الهواتف النقالة في بغداد.
يهز برأسه ويضحك
ويروي أنّه عندما كان يسأله طفله الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره عن معنى كلمة (داعش)، كنتُ أجيبه هو "نوع من الوحوش المفترسة لا علاقة لها بالإسلام. وكان يهز برأسه ويضحك".
ويتابع أنّه من الصعب للغاية أن يفسر لطفله معنى كلمة (داعش) "فما يسمعه هذا الطفل ويراه عن هذا التنظيم في وسائل الاتصال والفضائيات يدفعه للسخرية من ردودي".
ويشير خالد إلى أنه هو نفسه لا يفهم ما يحدث، فكيف يستطيع إفهام طفله؟
القتل والدمار
أما حنان وافر، 35 عاماً، فتقول إنها لم تصادف حتى الآن طلبا من أحد اطفالها أن تعرّف لهم كلمة (داعش) لأنهم دائما ما يشاركونها الحديث "عن هذا العدو وينتبهون جيدا لما نذكره عنه".
وتضيف "سأخبرهم بالحقيقة. هم خرجوا عن الدين الإسلامي. وإن كل ما يمثلونه هو القتل والدمار".
وتشير حنان وهي ربة بيت ولديها ثلاثة أطفال أكبرهم في مرحلة الثاني ابتدائي، إلى أنها تعاني من كيفية تعريفهم بما يجري، "بالفعل، لم أفكر يوماً فيما لو طلبوا مني الإجابة عن هذا السؤال. لكني حتماً سأخبرهم بمشاعري السلبية تجاه هذا التنظيم الإرهابي".
هؤلاء أعوانه
"لقد أخبرتهم بأن الشيطان قد خرج للناس. هؤلاء أعوانه ونحن نحاربهم والله معنا"، قال باسم علي، 47 عاماً، في إشارة إلى أنه قد أجاب طفله الذي لم يتجاوز السابعة من عمره هكذا عندما سأله عن تعرّيف كلمة (داعش).
ويضيف "أحاول إبعاد طفلي قدر المستطاع عمّا يجري في البلاد من أحداث سيئة بسبب تنظيم داعش. لكني أخفق دوماً بسبب أقرانه والفضائيات ووسائل الاتصال".
باسم الذي يدير محلاً لبيع الملابس النسائية ببغداد يشير إلى أنه وغيره من الآباء لن يوفقوا في تعريف كلمة (داعش) لأن هذا التنظيم كان يستخدم تعاليم الدين الإسلامي. "لا أعرف. لكن أشعر أنه سيأتي اليوم الذي سيحاسبني فيه طفلي على ما ذكرته له عن هذا التنظيم".
وكأنني كنت مخدوعاً
أما قحطان السعدي، 39 عاماً، فيقول "سأخبره بأن داعش يعني الدين الإسلامي. لكن بمفهومه القديم وليس الجديد".
ويضيف "لن أكذب عليه. أشعر وكأنني كنت مخدوعاً عندما كنت أتابع الأفلام والمسلسلات العربية التي تظهر لنا جمالية ورحمة الدين، بينما الواقع قد أظهر العكس من ذلك".
ويشير قحطان الذي ينتسب للقوات الأمنية إلى أن داعش جاء لتدمير الحياة باسم تعاليم الدين الإسلامي. "نحن الآن ندافع عن الحياة. على أطفالي أن يعوا حقيقة واحدة ومهمة هي أن الأديان وراء ما يحدث لنا من دمار. يجب ألا يخدعوهم من جديد كما خدعونا في السابق ويقولون لهم إن داعش لا يمثل الدين الإسلامي".
ارفع صوتك