2017-12-24 18:19:00


شفق نيوز/ أبرزت مجلة "بيزنس انسايدر" الأمريكية، تقريرًا اليوم بعنوان "إيران القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط"، بينما أشارت إلى أنّه من المثير للسخرية أنّ يكون ذلك بسبب تحركات أمريكا.
واستهلت المجلة تقريرها بالإشارة إلى الأثاث الفخم وأرقى زجاجات الكريستال المائية، والكراسي المذهبّة في بغداد، والذي يعني أنّ المكاتب الجديدة للفصائل الشيعية المدعومة من إيران تفرز المال والسلطة بكل ما تعنيه الكلمة.
وفي إحدى غرف الاجتماعات، تم تصميم المقابلات التلفزيونية، عبر كراسي مذهبة، وخلفية رسمية للأعلام العراقية والميليشيات، تضيئها ثريا زجاجية مزخرفة، وصورة كبيرة للمرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي في الغرفة المجاورة، لافتا الى أنّ جماعة "حزب الله" مجرد واحدة من 44 ميليشيا شيعية على خطوط الجبهة العراقية الموالية للقيادة الإيرانية. بحسب ما اورده التقرير.
وقالت المجلة الأمريكية إنّه لا يخلو جزء من العراق من الوجود الإيراني، وأنّ طهران تحول العراق إلى كيان واحد فقط، "الشيعة"، وفقاً للمحليين، في إشارة إلى "مدى التوغّل الشيعي بالبلد العربي العريق"، لافتة أن التدخل الفوري الإيراني في يونيو 2014 ضد تنظيم داعش سمح لطهران بتعزيز تواجدها، بسبب تأخر الاستجابة الأمريكية وبطء التعامل مع التهديد الإرهابي بالمنطقة.
وقال هاشم الموسوي، قائد شيعي عراقي "إذا لم تكن هناك أسلحة إيرانية، كان تنظيم داعش سيجلس على هذه الأريكة".
وأدّت انتصارات إيران، ووكلائها بالمنطقة ومن خلال ساحات المعارك ضد داعش في العراق وسوريا وخارجها إلى بروزها كقوة إقليمية عظمى لا مثيل لها مع اكتساب مزيد من النفوذ والخبرة والقوة الناعمة لتشكيل الأحداث في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى.
وقبل ذلك، لم تحقق إيران الشيعية سوى نجاح محدود في محاولة لتوسيع نفوذها عبر العالم الإسلامي السني في الغالب، على الرغم من الدعوة منذ عقود إلى "تصدير الثورة" من قبل آية الله روح الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
ولكن اليوم - على خلفية سنوات من التدخل العسكري الإيراني لمحاربة داعش وتعزيز حلفائها في الخارج، وسنوات من نقص الزعامة الأمريكية، متجاوزة منافسها الإقليمي الرئيسي، المملكة السعودية، برزت إيران كقوة مهيمنة في المنطقة، وفقاً للمجلة، والسؤال الأساسي هو "إلى أي مدى يمكن طهران توسيع نطاقها؟"
ومن المفارقات أن الخطوات الأولى من صعود إيران جاءت نتيجة للأعمال الأمريكية، بعد تدخّل القوات الأمريكية للإطاحة بحركة طالبان فى أفغانستان عام 2001، وأسقطت نظام صدام حسين فى العراق عام 2003 وهما من أبرز الأعداء الاستراتيجيين لإيران، لكن التحركات الإيرانية نفسها منذ 2011، مع تفاني حلفائها، وخاصة روسيا، وعدم تفاني خصومها، أدت إلى وضع إقليمي جديد لإيران.
واتهمت إيران منذ وقت طويل الولايات المتحدة بإقامة داعش في المقام الأول، مستشهدة بمزاعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتكررة خلال الحملة الانتخابية بأن الرئيس باراك أوباما هو "مؤسس" التنظيم الإرهابي.
وأعادت إيران تشكيل هياكل السلطة الإقليمية بشكل كبير لصالحها من خلال نمط من التحركات العملية، المحفوفة بالمخاطر، عبر إنشاء وتشكيل ميليشيات بالوكالة، معظمها شيعي، من دول بعيدة مثل أفغانستان للقتال في ساحات المعارك الخارجية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، خلال إعلان استقالته التي سحبها نوفمبر الماضي، "أينما استقرت إيران، فإنها تزرع الفتنة والدمار، وهو ما أثبته تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وترى إسرائيل أيضا أن التهديد الذي تشكله القوات الموالية لإيران يكتسب قوة على طول حدودها، حزب الله اللبناني، الذي أنشأته إيران خلال غزو إسرائيل عام 1982 للبنان.
وصرّح فواز جرجس، الباحث في الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: "من الناحية التاريخية، لم يكن لدى إيران أبدا مثل هذا الموقف القوي".
وقال جرجس"اتخذت إيران قرارا واعيا باستثمار كل من الدم والكنز، وخاصة في سوريا، وكانت الاحتمالات ضد النفوذ الإيراني". وخيارات خاطئة، وأن إيران سوف تخسر والتى كانت تحاول دعم نظام الموت "بشار الأسد.
وأضاف "في الواقع، من حيث التأثير الجيوستراتيجي، الاستثمار الإيراني في سوريا - مليارات الدولارات ومئات القتلى- كان رأس الحربة الذي سمح للنفوذ الإيراني بالانتشار".
وأعيد تنشيط الميليشيات الشيعية في العراق عام 2014 مع تقدم داعش، وأصدرت "آية الله علي السيستاني آية الله العظمى"، أكبر هيئة دينية في العراق، فتوى تدعو جميع رجالها القادرين على حمل السلاح لأن قوات داعش دفعت بالقرب من بغداد.
وقال المحللون ان ايران تحركت سريعا لتعزيز قوات العراق المتدهورة واستفادت من الفتوى التى قالها المحللون لتوسيع شبكة من الميليشيات الشيعية الممولة تمويلاً جيداً، والتى تضم الأن ما يقدر بـ 150 الف مقاتل، كما تدفقت الأسلحة الإيرانية والمعدات إلى العراق بقيمة 10 مليارات دولار في عام 2014 وحده.
وتعتبر الميليشيات المثيرة للجدل أدوات نفوذ من قبل إيران، رغم أنها تعمل تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، والتي أقرها البرلمان العراقى في ديسمبر الماضي للاندماج رسميا في قوات الأمن العراقية، وتدخل الدوافع الدينية المماثلة في معاركها ولافتات تحمل صوراً لآية الله والجنرالات الإيرانيين.