شفق نيوز/ نشرت صحيفة الغارديان قصة غيث عبد الأحد عن صعود وأفول تنظيم داعش في مدينة الموصل العاصمة المحلية في نينوى.
حين احتل التنظيم مدينة الموصل لم يواجه بعداوة من السكان بل على العكس، قوبل بشيء من الحفاوة، بحسب عبد الأحد.
ويقول الكاتب في تقريره إن مسلحي التنظيم كانوا صورة معاكسة لجنود الجيش العراقي: مهذبون، لا يبطشون بالناس، بل يقومون بحماية المباني العامة.
لم تعد هناك انفجارات في المدينة ولا اشتباكات، وأصبحت الحياة في المدينة خالية من العنف، ومسلحو تنظيم الدولة يسيطرون على الشارع.
المدارس مفتوحة، وتدرس المناهج الحكومية الاعتيادية، والناس يغادرون المدينة بحرية.
لكن من كان هؤلاء؟ لم يكن مواطنو البصرة واثقين من هويتهم. هل كانوا ثوريين سنة من أبناء العشائر؟ أم عسكريين من جيش صدام؟ أم جهاديين من تنظيمات مثل "القاعدة"؟
كل هؤلاء كانوا جزءا من المشهد منذ الاحتلال الأمريكي، وكانوا يشكلون شبه حكومة ظل، إذ يتقاضون ضرائب من الشركات، ويعاقبون من يرفض الدفع بالخطف والقتل.
هذه التفاصيل دونها عالم صواريخ عراقي سابق.
يقول في يومياته "بعد يومين من سقوط المدينة جاء أحد زملائه السابقين مرتديا زيا أفغانيا وقدم نفسه على أنه ممثل تنظيم الدولة الإسلامية".
بعد مضي أسبوع على احتلال المدينة، أصدر تنظيم الدولة بيانه الأول، بصياغة دينية كلاسيكية، هنأ فيه شعب الموصل "بنعمة النصر الإلهي"، وتعهد بالحكم وفقا لكلمة الله.
وتضمن البيان حظر السجائر، ومطالبة النساء بالمكوث في البيوت، لكن الناس بقوا يدخنون في شوارع المدينة، واستمرت النساء بالخروج دون حجاب.
في الشهرين الأولين قام تنظيم الدولة بتثبيت أركان حكمه.
ويصف معد التقرير كيف بدأ التنظيم تدريجيا في بناء القاعدة البيروقراطية لحكمه، ثم كيف انتقل من الدماثة والأدب إلى الفظاظة والعنف.
وبعدها ينتقل إلى وصف مرحلة "تصفية الحسابات" مع حلفاء سابقين كالبعثيين، إلى أن تحولت الموصل إلى سجن كبير.