شفق نيوز/ تطرقت صحيفة "إزفيستيا" إلى إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في اقليم كوردستان دون موافقة الحكومة المركزية، مشيرة إلى أنها لمحاربة "داعش".
جاء في تقرير للصحيفة. أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية في شمال العراق-اقليم كوردستان- لمكافحة "داعش". ولكن الخبراء يعتقدون بأن انشاء هذه القاعدة هو خطوة نحو إعلان الدولة الكوردية.
بدأت القاعدة العسكرية الأمريكية، الواقعة على مقربة من مدينة مخمور، نشاطها قبل أيام ويخدم فيها بضعة مئات من جنود البحرية الأمريكية، وهي مزودة بمدافع ثقيلة بعيدة المدى يمكن استخدامها في دعم القوات العراقية التي ستشارك في عملية تحرير مدينة الموصل.
وحسب قول الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، فقد قررت واشنطن تعزيز وجودها في المنطقة بصورة ملحوظة، ولكن هدفها الحقيقي لا يقتصر على محاربة "داعش".
وأضاف أن الأمريكان يسيرون نحو انشاء الدولة الكوردية، وأن انشاء المطارات في المناطق الكوردية في سوريا، والحديث عن الفدرالية ووجود مشاة البحرية في كوردستان العراق، وكذلك النداء الذي وجهه مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة لدعم استقلال الكورد العراقيين، جميعها تصب في هذا السياق. أي أن واشنطن علنا تحارب "داعش" ولكنها فعليا تعمل على تنفيذ مهام مختلفة تماما، وأن إنشاء القاعدة العسكرية ليس سوى خطوة نحو تنفيذ هذه المهام.
أصبح انشاء القاعدة العسكرية معروفا يوم 19 مارس/آذار الجاري بعد أن أطلقت "داعش" ما لا يقل عن صاروخين باتجاهها. ويفترض أن الإرهابيين اكتشفوا القاعدة بعد أن لاحظوا تحرك الجنود الامريكيين وإجراء تدريبات على إطلاق النار باستخدام المدفعية الثقيلة.
من جانبه أشار الخبير في الشؤون العسكرية فلاديمير يفسييف إلى أن تعزيز الولايات المتحدة لوجودها في المنطقة تمليه أيضا رغبتها في القضاء على "داعش" باعتباره مسألة تمس هيبتها.
وأضاف أن من المهم مبدئيا بالنسبة لأوباما أن يرتبط الانتصار على "داعش" باسمه. وهذا يعني أنه قبل أن يغادر البيت الأبيض يجب أن يتم تحرير الموصل في العراق والرقة في سوريا. لذلك، يعمل الأمريكيون في اتجاهات مختلفة، فهم ينشئون مواقع للخدمات اللوجستية ويقدمون مساعدات مختلفة للأكراد في العراق وسوريا وينفذون غارات جوية ضد مواقع الارهابيين.
ويذكر أن الرئيس أوباما وافق، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على ارسال 1500 عسكري أمريكي إلى العراق. ولكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض ذلك مؤكدا أن بغداد ليست بحاجة إلى أي مساعدة في تنفيذ عمليات برية ضد الإرهابيين.
لا يوجد، حتى الآن، ما يفيد بأن الولايات المتحدة حصلت على موافقة الحكومة المركزية في العراق على إنشاء هذه القاعدة في كوردستان. لذلك، يشير الخبراء إلى أن إدارة أوباما اكتفت بموافقة حكومة الإقليم.