2016-10-09 15:20:33

شفق نيوز/ أبو محمود أحد أفراد قوة يغلب عليها العرب السنة مؤلفة من 2500 مقاتل تم إعدادها لشن هجوم على تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية وقد سمع من أقاربه أن التنظيم يهدد بقطع رأس من يتكلم عن "التحرير".

ولم يردعه هذا التهديد لكن ما يقلقه هو غياب الدعم من الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة.

وقال أبو محمود (42 عاما) "أهم شيء نحتاجه هو السلاح والدعم الحكومي." وامتنع عن ذكر اسمه بالكامل شأنه شأن كل من تحدثت رويترز معهم في معسكر للتدريب في بعشيقة.

ويأمل أبو محمود الذي يغطي وجهه حتى لا يتعرف عليه مسلحو داعش ويستهدفوا أسرته أن يتمكن مع غيره من المقاتلين في قوة الحشد الوطني من انتزاع السيطرة على الموصل من التنظيم وإنقاذ سكانها وذلك في عملية يتوقع أن تبدأ في غضون أسابيع.

وسيقود الجيش العراقي مع مقاتلي البيشمركة الكورد الهجوم الذي يعد من أهم العمليات العسكرية في العراق منذ سنوات بهدف إخراج مسلحي داعش من آخر معقل رئيسي لهم وتهيئة الوضع لتحقيق الاستقرار في الأجل الطويل.

غير أن شكاوى المقاتلين والقادة في قوة الحشد الوطني من نقص السلاح من حكومة بغداد تسلط الضوء على الخلافات الطائفية التي قد تضعف الهجوم وكذلك فرص تحقيق الوفاق الطائفي والعرقي.

تولى تجميع القوة التي تتدرب نحو خمس ساعات يوميا في المعسكر محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي وهو من ساسة الطائفة السنية وذلك عام 2014 بعد فترة غير طويلة من اجتياح تنظيم داعش شمال العراق دون أن يلقى مقاومة من الجيش.

وقال عدد من قادة القوة إن النجيفي اشترى أسلحة مستعملة للمقاتلين من الأسواق.

وبعد أن تعرض المعسكر لقصف صاروخي مكثف من جانب تنظيم داعش نشر المدربون الأتراك ست دبابات على امتداد المعسكر في مايو آيار عام 2015.

ورغم أن الرجال استفادوا من التدريب فقد حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن الوجود العسكري التركي في العراق قد يطلق شرارة حرب إقليمية.

وفي الأسبوع الماضي وافق البرلمان التركي على تمديد أجل الوجود العسكري في العراق عاما آخر للتصدي لمنظمات وصفها بأنها "منظمات إرهابية".

* جاهزون للمعركة

من النظرة الأولى يبدو على المقاتلين الانضباط بملابسهم العسكرية الأنيقة وستراتهم الواقية من الرصاص.

وكثير من القادة من ضباط الجيش السابقين الذين كانوا يخدمون في عهد صدام حسين.

وترك آخرون مواقعهم خلال الهجوم الخاطف الذي شنه مقاتلو داعش على الموصل وبقية محافظة نينوى وكاد يهدد العاصمة بغداد ذاتها.

وجه المدرب مشعان الجبوري حديثه إلى مجموعة من الرجال الجالسين أمامه ينصتون له "هناك نوعان من الصواريخ. وهذا ما تفعلونه إذا انحشر.

وبين الحين والآخر ترددت بين جنبات الجبال القريبة أصداء انفجارات قذائف المورتر التي تطلق أثناء التدريب في جو ريفي يمتطي فيه رعاة دون العشرين الحمير وهم يوجهون قطعان الأغنام.

وقد قدم الأتراك التدريب الأساسي غير أن التركيز انصب على حرب المدن. وقال القادة العراقيون إن الولايات المتحدة قدمت أيضا تدريبا في وقت سابق من العام الجاري وشاركت في بضع هجمات مشتركة على أهداف لداعش.

وقال العميد محمد يحيى قائد المعسكر إن 2500 مقاتل جاهزون للمعركة وإنه يمكنه بالحصول على الدعم المناسب حشد مثلي هذا العدد من المقاتلين.

وقال وهو يجلس في مركز قيادة صغير يحتوى على نموذج مصغر بالألوان لساحة المعركة "بغداد تقدم الدعم للشيعة فقط لا للسنة. نحن نؤمن بأننا واحد. العراق بلدنا."

وما زال يحيى (59 عاما) يشعر بالمرارة لقيام الولايات المتحدة بتسريح الجيش العراقي عام 2003. وهو يعتقد أن تلك كانت الخطوة الأولى في إضعاف السنة الذين كانوا يهيمنون على مراكز السلطة في عهد صدام.

وقال متحدث باسم الحكومة في بغداد "الحكومة لا تقدم دعما مباشرة للحشد الوطني لأنه ليس جزءا من الحشد الشعبي ولا يوجد تنسيق بين الاثنين."

ومن الناحية النظرية يخضع الحشد الشعبي الذي يقوده الشيعة ويحظى بدعم إيران لقيادة رئيس الوزراء العبادي.

وأضاف المتحدث "رغم أن الشيعة يمثلون أغلبية في الحشد الشعبي فهو يضم السنة في صفوفه." ونفى الاتهامات بأن الحكومة تدعم الشيعة فقط ولا تدعم السنة.

وقال أن قوات الحشد الشعبي مؤلفة من 110 آلاف رجل ما بين 25 ألفا و30 ألفا منهم من السنة.

* مصلحة شخصية

وقد عرضت القوة السنية نفسها للخطر فأقامت المعسكر على مسافة 13 كيلومترا من الخط الأمامي مع داعش.

وتمت تغطية عدة فجوات نتجت عن شظايا القنابل في جدران غرفة القيادة في المعسكر بالجبس لتظل تذكرة بسلسلة الهجمات الصاروخية التي شنها تنظيم داعش هذا العام.

وفي أرض التدريب رفع ضابط بندقية هجومية من طراز ايه كي 47 بينما كان المقاتلون الجالسون على الأرض يتابعونه.

ويتولى المعسكر تدريب العرب السنة في الغالب لكن بعض المتدربين فيه من الكورد والشيعة والايزيديين الذين اختص تنظيم داعش طائفتهم باضطهاد شديد دون غيرهم.

وتم إعدام المئات من الايزيديين ووقعت كثير من النساء اليزيديات في الأسر وتعرضن للاغتصاب أو عوملن معاملة السبايا.

ويصف أبو مراد القناص الايزيدي نفسه بأنه صائد داعش. وقال إن التنظيم قطع رأس أحد أبناء عمومته وألقى بآخر من أعلى مبنى في الموصل.

ويعتقد كثير من المقاتلين أن لهم المصلحة الكبرى في المعركة لأنهم من الموصل ولهم أصدقاء وأقارب قتلوا بأيدي مقاتلي التنظيم.

ويقول علي أحمد إن هذه المصلحة الشخصية يجب أن تضع القوة في صدارة الهجوم وأن تتولى السيطرة على الموصل وذلك في مؤشر على احتمالات تفجر صراع طائفي.

وأضاف "نحن نريد البقاء في المحافظة رغم كل شيء ولن نتخلى عنها حتى الموت. وسنسوي حساباتنا. لن نتركهم على قيد الحياة. ونود أن نذبحهم".

رويترز