شفق نيوز/ لم تستطع الفرح عندما أعلنت الحكومة العراقية تحرير الموصل من قبضة داعش في تموز/يوليو الماضي.
إنها الستينية سناء ابراهيم التي تتولي الآن رعاية أحفادها الـ 23، بعدما قتل داعش أولادها الخمسة، ثلاثة أبناء وبنتين.
قبل سيطرة داعش على الموصل في حزيران/يونيو 2014، كانت سناء تعيش وعائلتها في منزل بمدينة الموصل القديمة، تحول لاحقا إلى أطلال، على غرار آلاف المباني التي دمرها القتال.
تقول سناء وهي محاطة بأحفادها "داعش دمرنا ولم يترك لنا شيئا، اعتدوا على منزلي وقتلوا أطفالي".
والموصل هي ثاني أكبر مدينة في العراق عدد سكانها يتجاوز المليون نسمة، وكانت أكبر منطقة يسيطر عليها داعش في سورية والعراق.
وقد أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي تحرير المدينة من داعش في تموز/يوليو 2017.
ومنذ ذلك الحين، تم طرد المتشددين من جميع الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق، ويسعون الآن إلى الاحتفاظ بالجيوب الصغيرة المتبقية لهم في شرق سورية.
أنا أتألم
"قبل داعش، كنت أعيش في سلام؟ لكنني الآن أتجرع الآلام.. ويتعين علي رعاية الأحفاد والكبار بالمنزل" تقول سناء.
اثنان من أبناء سناء قتلهما داعش بعدما علم بانتمائهما للقوات العراقية.
أما ابنها الأصغر ( 20 عاما) فقد قتل بنيران قناصة. فيما قتلت ابنتاها عند محاولتهما الفرار من الموصل في عام 2017.
وما يزيد حسرة سناء هو أن جثث أبنائها الخمسة لا تزال مفقودة حتى الآن.
كلفة باهظة
الحملة التي استغرقت تسعة أشهر لاستعادة مدينة الموصل كانت كلفتها باهظة الثمن.
وقدر تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن حوالي 11 ألف شخص قتلوا في المعركة.
فيما كشف مجلس اللاجئين النرويجي الشهر الماضي أن حوالي 54 ألف منزل في الموصل والمناطق المحيطة بها لا تزال غير صالحة للسكن، وأن أكثر من 383 ألف شخص ما زالوا نازحين.
وقال مسؤولون عراقيون إن إعادة إعمار المدينة تفوق طاقة الحكومة العراقية وتتطلب جهدا دوليا.
وجمع مؤتمر دولي للمانحين عقد في الكويت في وقت سابق من هذا العام، حوالي 30 مليار دولار في شكل قروض واستثمارات، للمساعدة في إعادة إعمار العراق، لكن هذا الرقم أقل بكثير من مبلغ الـ 90 مليون دولار التي يطمح لها العراق.
الواقع المعاش، دفع كثيرا من العراقيين إلى الاقتراض لإعادة بناء منازلهم خاصة في الموصل القديمة التي عانت كثيرا من الأضرار.
العودة صعبة
سناء، التي تستأجر منزلا، عبرت عن رغبتها في العودة إلى منزلها في المدينة القديمة، لكن الاستقرار هناك لن "يكون سهلا في مجتمع تواجه فيه النساء قيودا حتى قبل حكم داعش".
زوجها، موفق حامد إبراهيم ( 71 عاما) لا يستطيع المساعدة لأنه يعاني من مرض ألزهايمر.
أما أحفادها الـ 23 والذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 16 عاما، فلا يزالون يافعين ويعتمدون على التبرعات لدفع تكاليف تعليمهم.
على الرغم من هذه الظروف القاسية، تقول ابراهيم إنها فخورة بأحفادها بعد اجتياز أغلبهم امتحانات هذا العام، وتضيف "لا أريد لأحفادي أن يلجأوا إلى الشوارع ويتحولوا إلى متسولين. أريدهم أن يلتحقوا بالجامعات ويحصلوا على وظائف مرموقة."