شفق نيوز/ قال الاكاديمي والكاتب الأمريكي سيث فرانتزمان، ان العراق دولة فاشلة بكل المقاييس وهي الأسوأ حالا بين بلدان العالم، فيما انتقد بشدة الدعوات التي تنال من حق تقرير مصير إقليم كوردستان، دعا الغرب الى ضرورة دعم الاستقلال للإقليم.
وفي مقال طويل رده فيه الكاتب على مقال نشرته مجلة نيوزويك الاخبارية الامريكية، والتي ادعت ان "كوردستان ستكون دولة فاشلة"، وتزعزع امن المنطقة، والتي قارنها جنوب السودان وكوسوفو وتيمور الشرقية، وادعى أيضا أن نزاعات المياه مع الجيران ستحبط الأحلام.
وقال الكاتب الأمريكي في رده ان "الواقع مختلف تماما. العراق هو الدولة الفاشلة الحقيقية، وليس كوردستان. إن السرد الذي يعارض الحقوق الكوردية والاستقلال في العراق حاول دائما أن يدعي أن كوردستان ستكون "إسرائيلية جديدة". وفي الأيام الأخيرة زعموا أنها "خنجر" تشير إلى الوحدة العربية. الآن وقد تغير هذا السرد، وبصفة رئيسية إيران ووكليتها الشيعة الذين يعارضون كوردستان. وقد ادعى زعيم التحالف الشيعي عمار الحكيم مؤخرا ان اسرائيل تدعم الاستقلال الكردستاني "لتقسيم العراقيين".
وجاء في مقاله أيضا انه "يمكن استخدام جميع المطالبات المتعلقة بالحقوق الكوردية لتبرير عدم منح الاستقلال لأي مجموعة. وكانت الولايات المتحدة عندما أعلنت استقلالها في عام 1776 هي أيضا اقتصاد فاشل مع الميليشيات. وقد عارضت حقوقها الجيران وحدودها غير واضحة. وماذا في ذلك؟ حتى قبل الاستقلال الكوردي، العراق لديه نزاعات المياه مع إيران التي تضر المنطقة الكوردية".
وذكر أيضا ان "العراق دولة فاشلة. ويطغى عليه المتطرفون، أولا من قبل التمرد وتنظيم داعش الذي نشأ بعد عام 2003 الذي أعقب جرائم صدام حسين، ثم اليوم من قبل الميليشيات الشيعية. وحظر بيع الكحول في العام الماضي وتهيمن عليه الأحزاب الدينية. وقد بنيت الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية على تعصب التمرد والاضطهاد الجماعي للمسيحيين والكاكائية والايزيديين وجميع الأقليات من قبل المتطرفين العرب السنة.
وقا أيضا ان "داعش هزمت من قبل البيشمركة والميليشيات الشيعية، ولكن كان إلى كوردستان أن العرب السنة هربوا عندما واجهوا الاعتداءات من قبل الميليشيات الشيعية. كان إلى كوردستان أن الايزيديين والمسيحيين الآشوريين وغيرهم هربوا. الى أربيل أن الكنائس بنيت، وليس في بغداد أو الموصل أو البصرة".
وزاد ان "كردستان هي المكان الوحيد في العراق الذي يعمل بشكل جيد. بل هي المكان الذي تتمكن مجموعة متنوعة من الناس ان تمشي في الشوارع. إنها ليست مثالية، ولكنها أفضل بكثير من بقية العراق، أكثر تسامحا وأكثر استقرارا بكثير من العديد من دول المنطقة. التطرف الديني في إيران أو حزب الله ليس موجودا فيها، وليس التطرف الديني السني والقوانين القمعية في أماكن مثل المملكة العربية السعودية.
ومضى الكاتب الأمريكي بالقول انه "ليس من المستغرب أنه إلى جانب القدس ودبي وبيروت، هو المكان الذي يقوم الصحفيون من جميع أنحاء العالم. وهم موجودون في أربيل وليس في بغداد وليس في دمشق وليس في طهران. يأتي السياح إلى كوردستان، وليس الأرقام الكبيرة المتوقعة في عام 2013 قبل داعش، ولكنهم اليوم يعودون. هل يذهب السياح إلى الرمادي؟ هل يذهبون إلى ليبيا؟"
وقال أيضا "إقليم كردستان حيث هرب النازحون داخليا من جميع أنحاء العراق في السنوات الأخيرة، الملايين منهم منهم أنه يشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد الكردي. لماذا هربوا إلى كردستان؟ فقد كانت أكثر ترحيبا. يلتمس الناس اللجوء في كردستان من إيران وسوريا. ويأتي المستثمرون إلى أربيل لتكون جزءا من سوق العقارات".
وأضاف انه "كان الأوروبيون، وخاصة البريطانيون والفرنسيون، الذين حفروا المنطقة التي أصبحت العراق اليوم. وكانت ولكن بعد مرور 100 سنة على سايكس بيكو، وصعود جماعات مثل داعش وجرائم صدام، أليس الوقت قد حان لكي يسمح للأكراد بنفس الحقوق التي تتمتع بها المجموعات الأخرى في العالم؟ قد لا تكون كوسوفو أو تيمور الشرقية دولا مثالية. لم تكن فرنسا بعد الثورة أو الولايات المتحدة بعد عام 1776. كان لكل منهم آلامهم المتنامية. ولكن هذا لا يعني أنهم ليس لديهم الحق في أن يكونوا دولة. كثير من الناس في العالم يفضلون الحق في تقرير مستقبلهم بدلا من أن يكون مستعمرا أو تملي عليه. وزعمت العديد من القوى الاستعمارية أن البلدان في أفريقيا أو آسيا كانت أفضل حالا تحت "حضارة". ولكن الناس يستحقون الحق في محاولة الفشل.
وعن مشكلة المياه مع الدول المجاورة لكوردستان قال انه "يمكن التغلب على نزاعات المياه من خلال المفاوضات، كما أن كردستان لديها موارد مائية وافرة. انها ليست فقيرة المياه، وليس جيرانها هي".
وذكر انه "يمكن حل النزاعات الحدودية. وستظل المناطق المتنازع عليها من سنجار إلى كركوك وطوز خرماتو وخانقين موضع نزاع. "جدران السلام" ليست فقط شيئا في أيرلندا الشمالية، وأنها تعمل أيضا في العراق.
واردف بالقول ان "المناطق المتنازع عليها خلقت بالفعل الصراع داخل العراق الفوضوي، كردستان مستقلة يمكن حلها بسهولة أكبر من منطقة الحكم الذاتي يمكن".
وأشار الكاتب الأمريكي الى ان "الفساد والمحسوبية هي حقيقة من حقائق الحياة في معظم أنحاء المنطقة، وهي ليست فريدة من نوعها في كردستان وليس هناك ما يدعو إلى افتراض أنها ستكون أسوأ في المستقبل من اليوم أو تؤدي إلى مزيد من "الفشل" من الاكتشافات في الأردن أو مصر أو أي بلد آخر لديه مشاكل مع الفساد والمحسوبية".
واستطرد بالقول ان "الكورد يعانون بسبب وجود جواز سفر عراقي، ولا يستفيدون من كونهم مواطنين عراقيين(..) انها ليست مثل انهم يريدون الانفصال عن أول بلد ناجح في العالم إلى بلد جديد هو أسوأ حالا. العراق هو الدولة الفاشلة، وليس كردستان".
وذكر أيضا ان "كوردستان تواجه قضايا مع جيرانها إذا أصبحت دولة. نعم، يفعل ذلك، ولكن ماذا؟ فشلت سوريا والعراق كدول في السنوات الأخيرة. اليمن في حالة حرب. ليبيا في حالة حرب. فكل بلد في المنطقة يواجه مشاكل مع جيرانه".
وتساءل الكاتب بالقول "هل سيصبح قادة كردستان قادة أفضل بعد الاستقلال؟ بالطبع هذا يبقى أن نرى. كيف تجد الديمقراطية الكردية وهيكلية احزابها من الحزب الديمقراطي الكردستاني، التغيير، الاتحاد الوطني الكردستاني والأطراف الأخرى اتفاقا وما إذا كانت ستجرى انتخابات جديدة ناجحة. وتؤدي أسر مثل بارزاني وطالباني دورا رئيسيا في الأحزاب السياسية، وهناك منافسات تاريخية، وكانت هناك حرب أهلية في التسعينيات. لكن ايرلندا شهدت حربا اهلية عندما حصلت على الاستقلال. كذلك فعلت أمريكا (620،000 شخص قتلوا). وكانت اسبانيا وروسيا وفرنسا قد اضطرابات هائلة في القرنين التاسع عشر والعشرين. فالصراع الأهلي وآلام الاستقلال المتنامية ليستا نافيتين للاستقلال، وينبغي استخلاص أمثلة من الماضي. في العديد من النواحي، كانت الصراعات الكردية في التسعينيات آخذة في الازدياد في استقلالية الحكم الذاتي، لذا فإن السؤال هو ما إذا كان بوسع كردستان أن تتعلم من ذلك أم لا. لكن الصراع الأهلي لا ينفي الاستقلال أو الحقوق. فلبنان شهدت حرب أهلية، هذا لا يعني أن لبنان لا ينبغي أن تكون بلدا مستقلا".
وذكر أيضا ان الفكرة القائلة بأن كردستان تتجه نحو "دولة فاشلة" إذا أصبحت مستقلة تتجاهل حقيقة ما يحدث في العراق. إذا كانت كردستان هي المشكلة ثم لماذا الأجانب يذهبون إلى أربيل وليس النجف والفلوجة والبصرة وبغداد؟. وهم يطيرون إلى أربيل أو السليمانية، وليس إلى بغداد. وذلك لأن الغربيين أنفسهم الذين يتحدثون عن "الوحدة" العراقية و "زعزعة الاستقرار" للتطلعات الاستقلالية الكردية، ويذهبون إلى كوردستان ويبقون هناك.
وتابع بالقول إنهم "يعارضون حقوق نفس المكان الذي يستخدمونه جميعا، والمكان نفسه الذي يشعرون به أكثر حرية في المنطقة. عندما يذهبون إلى تقرير عن الموصل ينامون في أربيل، وليس الموصل ثم يدعون أن العراق يجب أن يكون موحدا؟ الجميع يعرف أن المنطقة الكردية ناجحة، وممتعة، ومكان آمن أن يكون. وهو المركز الرئيسي للأعمال في العراق ومركزا للمنظمات غير الحكومية والغربيين والصحفيين. إذا كان يتغاضى عن "الفشل" فلماذا كل هؤلاء الناس موجودون هناك وليس في الرمادي؟".
وقال ان "كردستان هي دولة ناجحة في صنع الاستقرار. وهي تعمل بشكل جيد وتعمل على تحسين البنية التحتية. لديها مطارات جديدة نسبيا. وهو مركز إقليمي للتجارة. ولديها تحسن في الاقتصاد وتغلبت على عاصفة الحرب مع أعباء داعش والنازحين داخليا. فهي المؤيد للغرب والترحيب بالأجانب والأقليات، على عكس العديد من دول المنطقة التي تشكل تحديات أو تهديدات إرهابية أكبر".
وذكر أيضا ان "كردستان ليست هولندا، ولكنها ليست في أوروبا وينبغي مقارنتها مع أقرانها في الشرق الأوسط. فهي ليست غنية مثل دبي، ولكنها أفضل حالا من معظم العراق (يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 4،500 دولار، وهو ما يزيد بنسبة 50٪ عن بقية العراق) والعديد من دول المنطقة (من المحتمل أن تكون كردستان المستقلة مشابهة لمصر أو الأردن وتهدف إلى تشبه أجزاء من تركيا وإيران المجاورة). وهي تواجه نفس التحديات التي تواجهها من حيث المياه أو الفساد أو الجيران أو الأمن (.. ) والأهم من ذلك كله أنها تستحق في الاستمرار على الطريق الذي اختارته، وهو الحكم الذاتي وقد تطورت قفزات وحدود منذ تسعينيات القرن الماضي ومنذ عام 2003. وهذا هو السبب في أنها لا تبدو مثل الموصل اليوم. وقد استثمرت في البنية التحتية حيث أجزاء أخرى من العراق في حالة سيئة. وينبغي أن يكون لها نفس الحقوق التي تتمتع بها كيبيك أو اسكتلندا أو أماكن أخرى مثل كوسوفو، وأن تنظر في الاستقلال، وإذا لزم الأمر، تذهب وحدها دون العراق".
ونوه الكاتب الأمريكي المعروف بالقول انه "بدلا من إحباط رغبات الأكراد، ينبغي للمجتمع الدولي أن يستثمر في مساعدة كردستان. وينبغي أن تساعد في استفتاءها وشرعية النتائج. وينبغي لها أن تساعد احتياجاتها لمعالجة أزمات النازحين داخليا ومساعدتهم على العودة إلى ديارهم. يجب أن تستثمر في البنية التحتية والأمن في المنطقة الكردية والمناطق القريبة منها، حتى تصبح الموصل آمنة ولا تتراجع مرة أخرى إلى نمط التمرد عام 2009.
واختتم مقالته بالقول انه "بدلا من التحذير من "حالة فاشلة"، يجب على المعلقين الغربيين أن يمنحوا كردستان نفس الحق في تقرير المصير الذي كان لدى البلدان الأخرى وتأييد آمال السكان المحليين. إذا شعر الناس بالفشل، فعليهم تقديم النصح للمنطقة الكردية حول كيفية عدم الفشل، وليس مجرد إثارة الاعتراضات".