شفق نيوز/ بعد ساعات من مطالبة مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق، الأحزاب السياسية في الإقليم، بالاجتماع قبل يوم 20 أغسطس/ آب للعمل على التوصل لحل أزمة الرئاسة التي يشهدها الإقليم، بدأ الحديث لامكانية التوصل لصورة حل تحفظ الى حد بعيد تجربة الاقليم الناجحة وسط العراق المضطرب.
وقال بيان صادر عن بارزاني الأحد "لغرض الخروج من الأزمة التي تواجه الإقليم، أطالب جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان والمجازة رسميا، أن يجتمعوا ليخرجوا بقرار يصب في المصلحة العامة للبلد، وليكن قرارا نهائيا ينهي هذه الأزمة".
وتنتهي فترة رئاسة بارزاني للإقليم يوم 20 أغسطس/ آب ونتيجة لتأجيل الهيئة العليا للانتخابات في الإقليم، الانتخابات الرئاسية التي كان من المزمع إجراؤها في ذلك التاريخ، يتعين تمديد فترة رئاسة البارزاني، وهو ما يتطلب اتخاذ الأحزاب السياسية الممثلة في برلمان الإقليم، قرارا بهذا الخصوص.
ويطالب الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعمه بارزاني، بتمديد فترة رئاسة زعيمه، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية مباشرة، في حين ينظر الاتحاد الوطني الكزردستاني وحركة التغيير بحذر، إلى مسألة تمديد فترة رئاسة بارزاني، ويطالبان مقابل تمديد فترة رئاسته، بالحد من صلاحيات منصب الرئيس، وبانتخاب الرئيس من قبل البرلمان وليس عبر الانتخاب الشعبي المباشر.
وحركة التغيير هي منظمة سياسية تنشط في إقليم كوردستان، أسسها نوشيروان مصطفى بعد انشقاقه انشقاقه عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكانت محاربة الفساد أهم الشعارات التي رفعتها الحركة عند الإعلان عنها.
وتعتبر الحركة حاليا ثاني أكبر قوة سياسية في الإقليم بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني حزب مسعود لبارزاني وحصلت على 24 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية للإقليم عام 2013، وفازت برئاسة البرلمان.
وتولى مسعود بارزاني رئاسة الإقليم عام 2005، باختيار داخل البرلمان، وتم تجديد ولايته في انتخابات مباشرة جرت عام 2009، حصل فيها على 69% من أصوات الناخبين، وفي 2013، مدد برلمان الإقليم ولايته لمدة عامين، عقب خلافات بين الأحزاب الكوردية حول إجراء استفتاء على مشروع دستور للإقليم.
وتكثف الاحزاب السياسية من محادثاتها للتوصل لحل يفضي بمتقرح يتوافق عليه الجميع.
ويقول مصدر سياسي مطلع على مصدر القرار بكوردستان، ان بارزاني تحصل على دعم قوي للبقاء بمنصبه من قبل ايران وتركيا وامريكا.
واضاف لشفق نيوز، أن الدول الاقليمية وامريكا لا تريد التفريط بتجربة كوردستان، او حدوث شيء قد يأزم الوضع في الاقليم الذي بدأ يلعب دورا لافتا في المنطقة خلال فترة حكم بارزاني.
ويقول الحزب الديمقراطي ان الوضع الحالي من المعارك مع داعش والازمة المالية وغيرها يتطلب وبشدة بقاء بارزاني بمنصبه لسنتين، على ان تجرى انتخابات بعد هذه الفترة.
والى حد بعيد لا تعارض الاحزاب السياسية هذه الفكرة الا انها تدفع بتغيير النظام السياسي في كوردستان من رئاسي الى برلماني.
ويقول القيادي بالاتحاد الاسلامي الكوردستاني اسامة جميل في حديث لشفق نيوز، ان التطورات الاخيرة من رسالة بارزاني ستكون بداية لحلحلة المشاكل وانفراجة في الازمة، وسيعقبه هدوء.
وعبر عن اعتقاده بان الكتل السياسية ستتعاطى بايجابية مع الدعوة، مرجحا ان يؤدي الامر الى التجديد لبارزاني لسنتين بشرط تعديل الدستور واجراء الانتخابات بعد سنتين وان يكون اختيار رئيس الاقليم برلمانيا.
من جانبه يقول القيادي في حركة التغيير هوشيار عبدالله في حديث لشفق نيوز، ان هناك وساطة كبيرة على مستويات دول (من دون ان يحددها) وداخلية لحل الموضوع، مبينا ان حركته ترى ان يحسم الامر بالطرق القانونية المتبعة بكوردستان والاعراف الديمقراطية بتداول السلطة سلميا.
واشار الى ان بارزاني يتولى رئاسة الاقليم منذ عشر سنوات، مؤكدا ان حركته ليس لديها مشكلة ببقائه او شخصه، انما تريد تغيير النظام الى برلماني.
ولفت عبد الله الى ان الحزب الديمقراطي يريد، حتى الان، بقاء بارزاني سنتين اخريين مع كامل الصلاحيات ويتمسك بكامل زمام الامور، مشيرا الى ان هذا امر غير معقول.
واضاف انه لا مشكلة مع بقائه لسنتين لكن مع تقليل صلاحياته.
في حين رأى السكرتير العام للحزب الاشنراكي الديمقراطي الكوردستاني محمد الحاج محمود، ان المرحلة المقبلة تقتضي بقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني في منصبه لسد الطريق امام مشاكل محتملة قد تظهر في حال غيابه.
وقال الحاج محمود الذي يطلق عليه في كوردستان "كاكه حمه" ان "الدنيا لن تخرب" اذا لم تتوصل الاطراف السياسية في الاقليم للاتفاق، معربا عن رأيه بان الاحزاب السياسية شكلت الحكومة عبر التوافق ويجب حل المشكلات بالالية ذاتها.
ولفت الى ان مضمون ومحتوى الموضوعات والمشكلات تتعلق بشخصية بارزاني، موضحا ان تلك الاحزاب تستهدف "ابعاد" بارزاني عن العملية السياسية.
واشار الى ان الشخصيات المشاركة في هذه الازمة السياسية الحالية "يحسدون" بارزاني او انهم يحاربونه بالوكالة، مبينا ان بعضهم يستغل فرصة الازمة المالية والحرب ضد تنظيم "داعش" الارهابي لـ"اجبار" بارزاني على تقديم "التنازلات".
واضاف الحاج محمود وهو قائد محور كركوك لقوات الپيشمرگة ضد "داعش" انه يعتقد بان الاطراف الاربعة (الاتحاد الوطني والغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية) ليس لهم بدلاء لبارزاني وفي حالة اجراء الانتخابات المبكرة فكأنهم يقولون ان "بديلنا هو بارزاني".
وعبر عن اعتقاده بأنه اذا لم يبق بارزاني رئيس للاقليم فمن المحتمل ان تظهر مجموعة من المشكلات وان وجوده ضروري للدورة البرلمانية المقبلة.