شفق نيوز/ ما تزال الاوضاع الامنية في بعض المناطق المشمولة بتطبيق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، غير مستقرة وعرضة لهجمات تنظيم داعش بين آونة واخرى؛ ولقد تكررت على نحو متصاعد في المدة الاخيرة، ما ادى الى خسائر في الارواح والممتلكات لاسيما في مناطق من محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين.
وقد أدى التوتر بين قطعات الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة وبين قوات البيشمركة في تشرين الاول عام ٢٠١٧ وانسحاب قوات البيشمركة من بعض المناطق المتنازع عليها حقنا للدماء، الى تداعيات سلبية على الواقع الأمني ونشاط مسلحي داعش في تلك المناطق، ولم تزل تداعياته تؤثر بنتائجها حتى الآن.
وتجددت دعوات إعادة نشر قطعات البيشمركة في محيط قضاء خانقين (105 كم شمال شرقي بعقوبة) على خلفية التهديدات والهجمات المتصاعدة بعد تنامي نشاط داعش في المحافظات والمناطق الساخنة.
ويقول عضو الاتحاد الوطني الكوردستاني في ناحية جلولاء شمالي ديالى وعضو المجلس المحلي بشير عبدالله لشفق نيوز ان "تنظيم داعش الارهابي يستغل الفراغ الامني الموجود بين قوات البيشمركة والجيش لتنفيذ عمليات ارهابية في اطراف قضاء خانقين وبخاصة اطراف في ناحية جلولاء"، لافتا الى "ماشهدته قواطع حوض الاصلاح شمالي جلولاء في العامين الاخيرين".
وأضاف "ان قوات البيشمركة والاسايش تمتلكان قواعد بيانات متكاملة عن أماكن تواجد الإرهابيين وعائلاتهم ونجحت على مدار 15 عاما في انهاء أي نشاط إرهابي في خانقين وأطرافها".
واعتبر عبد الله أن "انسحاب البيشمركة بقرار الحكومة الاتحادية تسبب في كوارث أمنية راح ضحيتها عشرات الأبرياء من المدنيين من دون أي علاجات ناجعة من القوات الأمنية المتواجدة حاليا في خانقين".
وشدد عبد الله على ضرورة "اعادة نشر البيشمركة في محيط خانقين وايجاد تنسيق مشترك متكامل لمنع عصابات الارهاب من ضرب الاهداف المدنية والقطعات الامنية".
وبرغم تأييده لدعوات عودة البيشمركة الى محيط ديالى، تحفظ قائممقام خانقين دلير حسن سايه عن الادلاء بأي تصريح حيال الموضوع واكتفى بالقول، "طالبنا مراراُ من دون جدوى".
وتسبب انسحاب البيشمركة من خانقين ومحيطها عام 2017 بفراغ امني شاسع وتصاعد الهجمات وانحدار بالوضع الامني بشكل غير مسبوق.
وتؤكد إحصائيات امنية تحول 84 قرية في محيط خانقين إلى مناطق ضائعة أمنياً وعرضة لتسلل وتنقل عناصر داعش القادمة من تلال حمرين ومحافظات كركوك وصلاح الدين.
من جانبه، ذكر قيادي في الحشد الشعبي - قاطع ديالى ان "قوات البيشمركة مجردة من أي ادوار قتالية في قضاء خانقين ومحيطه منذ احداث تشرين الاول عام 2017 وحتى الآن".
ويقول القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه لشفق نيوز، ان "قوات البيشمركة يقتصر وجودها ضمن مقار الاحزاب الكوردية وغير مسموح لها بالتنقل"، مشيرا الى ان "ملف البيشمركة في خانقين حسم باتفاقات مع القيادات الامنية والبيشمركة منذ اعوام عدة".
وينفى القيادي وجود أي خلافات بين قوات الامن الاتحادية والبيشمركة في محيط خانقين، محذرا من "اطراف وجهات معادية تحاول اشعال التوتر بين الجانبيين بتنفيذ عمليات وهجمات ارهابية ومحاولة الصاقها بالبيشمركة او الحشد الشعبي".