شفق نيوز/ منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي، ازداد معدل الهجمات والتهديدات، بالأخص، خلال اليومين الماضيين، من طائرة مسيرة أطلقها حلفاء لواشنطن وطهران في المنطقة، وفق تحليل نشرته "أسوشييتد برس".
وتتميز الطائرات المسيرة بأنها لا تخاطر بأي طيارين ويمكن أن تكون صغيرة بما يكفي لتفادي أنظمة الدفاع الجوي، وهذا ساهم في استخدامها بكثرة وسط الضغوطات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة، ومع تزايد الهجمات بهذه الطائرات تتزايد الفرص في رفع حدة النزاع.
واقترب الجيش الأميركي من إطلاق هجمات جوية ضد إيران، بعد إسقاط الأخيرة طائرة استطلاع عسكرية أميركية في يونيو.
كما أن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارات، السبت، على أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني جنوب العاصمة السورية دمشق، وقالت القوات الإسرائيلية إن السبب بالغارات الأخيرة كان لإحباط محاولة هجوم إيراني بطائرة مسيرة.
ووردت تقارير حول تحليق طائرة إسرائيلية فوق بيروت بعد أنباء عن فقدانها طائرتين مسيرتين قبل ساعات، ما قد يهدد بنزاع أوسع بين إسرائيل وميليشات حزب الله في لبنان.
وضربت طائرة مسيرة سيارات تابعة للحشد الشعبي في العراق الأحد، في هجوم تسبب بمقتل قيادي في الحشد وجرح آخرين وفقا للتقارير، ولم يتضح مباشرة المسؤول عن الضربة الجوية.
ووسط تفاقم الأزمة، توجه وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف في زيارة الأحد لقمة مجموعة السبع في فرنسا بدعوة من الرئيس الفرنسي.
وبدأ التزايد في التوتر خلال مايو 2018 مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، الذي ينص بحصر طهران إنتاجها من اليورانيوم المخصب مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وردا على انسحاب واشنطن من الاتفاق بسبب أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، حاولت إيران البحث عن دعم أوروبي، إلا أن العقوبات الأميركية زادت الضغط عليها، بخنق بيع النفط الخام في الأسواق العالمية.
وفي مايو الماضي، أرسلت الولايات المتحدة طائرات B-52 ومقاتلات وحاملة طائرات وقوات إضافية إلى المنطقة للتعامل مع بالتهديدات الإيرانية، بعد احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية وشن هجمات على ناقلات وسفن في مضيق هرمز.
وتبعت ذلك سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة من الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن استهدفت البنية التحتية للنفط في السعودية، إحداها استهدفت خط أنابيب وهجمات أخرى استهدفت منشأة في الربع الخالي من الصحراء.
وربطت المملكة مباشرة إيران بالهجمات، في وقت تنكر فيه طهران دعم الحوثيين بالأسلحة، ويقول الخبراء في الأمم المتحدة إن أنواع الطائرات المستخدمة من قبل الحوثيين تعكس نمط الطائرات المسيرة التي تملكها إيران.
والشهر الماضي، هاجمت طائرة مسيرة قاعدة تابعة لميليشيات عراقية مدعومة من إيران، قالت تقارير إن إسرائيل كانت وراءها.
ولم تصدر تصريحات حول ذلك من الجانب الإسرائيلي حول الهجوم، أما المسؤولون الأميركيون الذين ربطوا إسرائيل بهذا الهجوم لم يشيروا إلى مشاركة طائرات مسيرة فيه، وإن تأكد ذلك فإنها ستكون المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل هجمات في العراق منذ عام 1981.
لكن إسرائيل أكدت هجومها على سوريا السبت الماضي، في محاولة لصد هجوم لإيران خططت فيه أن ترسل طائرات مسيرة قاتلة إلى إسرائيل.
ودعم زعيم حزب الله، حسن نصرالله، النسخة الإسرائيلية من القصة، قائلا إنها استهدفت موقعا للحزب وأدت إلى مقتل اثنين من أعضائه.
وقالت إسرائيل إن الطائرات المسيرة التي استهدفتها في سوريا شبيهة لتلك التي يستخدمها الحوثيون، حيث تتوجه الطائرة المسيرة الحاملة للقنابل إلى نقطة معينة.
ويرجح أن هذه النوعية من الطائرات تخضع للبرمجة قبل تحليقها، وإما تنفجر في الجو فوق الهدف أو تنفجر عند اصطدامها مباشرة بالهدف.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بعد إحباط الهجوم: "إن أراد أحدهم قتلك، اقتله أولا".
ونشر الجيش الإسرائيلي خارطة، الأحد، أظهرت ما أشارت إليه بأنه المسار الإيراني لإيصال الطائرات إلى سوريا.
وذكرت إسرائيل أن الخارطة تظهر موقع إطلاق الطائرة المسيرة في قرية عقربا السورية، إضافة إلى قرية عرنة السورية حيث أحبطت محاولات للهجوم الخميس الماضي، وفقا لما ذكرته السلطات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم جوناثان كونريكوس، إنه من الأسهل تدمير الطائرات المسيرة قبل إقلاعها وأن تحديدها يصعب خلال تحليقها.
ونفت إيران بأن الهجمات الإسرائيلية في سوريا أحدثت أي أضرار في قواتها مشيرة إلى أن "هذا كذب"، وفقا لتصريحات أتت على لسان القيادي في الحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي.
وأكد رضائي أن الرد الإيراني سيأتي "قريبا"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "ILNA"، وهذا الرد يشير إلى التصعيد الخطير وراء هجمات الطائرات المسيرة.