شفق نيوز/ أجمع نواب ومحللون سياسيون، على المظلومية التي تعرض لها الكورد الفيليون جراء قرارات النظام السابق بحقهم، وفيما بيّنوا ان وضعهم الحالي لا يختلف عن السابق بـ"تشتتهم" بين الأحزاب وعدم حصولهم على وزارات أسوة بمكونات أخرى، أكدوا ضرورة تشكيلهم كيانا سياسيا جديدا واطلاق برامج موحدة للشريحة لاعادة حقوقه المسلوبة.
ويرى النائب في البرلمان العراقي آزاد حميد شفي في حديث لشفق نيوز أن "قرارات النظام البائد بحق الكورد الفيليين لازالت سائدة في ديالى وعدة محافظات، ولازالت مناطقهم مدمرة واراضيهم محجوزة ولم ينالوا أي تعويضات جراء التهجير القسري الذي طالهم في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ضمن سياسة التعريب التي مارسها النظام البائد".
ويضيف شفي أن "المشكلة الاكبر لدى الكورد الفيليين هي اعتبار مصطلح الفيليين طائفي، وهذا ما تسبب بتشتتهم قوميا وطائفيا بين الاحزاب السياسية المختلفة" داعيا الكورد الفيليين الى "تشكيل احزاب ومنظمات لتوحيد كلمتهم ومطالبهم واستحصال حقوقهم المسلوبة".
والفيليون هم كورد شيعة من سكان العراق تعرضوا للاضطهاد على يد الأنظمة العراقية السابقة وخاصة نظام صدام حسين.
ويتركز تواجدهم في مناطق جلولاء وخانقين ومندلي شمالاً إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة وجصان والكوت والنعمانية والعزيزية.
ويسكن الكورد الفيليون أيضا في بغداد في مناطق حي "الأكراد" وباب الشيخ والصدرية والدهانة والشورجة والكفاح وجميلة ويتواجدون أيضا في مناطق البياع والعطيفية والكاظمية والحرية وشارع فلسطين.
ويعتقد النائب في البرلمان مازن عبد المنعم الفيلي في حدث لشفق نيوز إن "المظلومية المذهبية والقومية التي طالت الكورد الفيليين تعد من ابرز الاسباب التي سلبت استحقاقاتهم على مدار السنوات الماضية الى جانب الاضطهاد السياسي والقومي من قبل النظام البائد والذي دفعهم للاستقواء والالتجاء الى الاحزاب الاسلامية والكوردية بما يلائم مصالحهم الاجتماعية".
ويؤكد الفيلي "تشتت الكورد الفيليين بسبب التأثيرات القومية والمذهبية في عموم المحافظات ما حرمهم من استحقاقاتهم السياسية منذ سقوط النظام السابق وحتى الان"، مبينا أن "المناصب التي حصل عليها الكورد الفيليون لا تمثلهم بل تمثل الاحزاب والحركات التي انخرطوا فيها".
ويبيّن الفيلي أنه "على الرغم من وجود خمسة نواب للكورد الفيليين في البرلمان الحالي الا انهم يتجاهلون الهوية والانتماء الفيلي ويعملون ضمن الكتل والاحزاب المنتمين اليها وهو ما تسبب بمصادرة حقوقهم في الحصول على وزارة اسوةً بالمكونين التركماني والمسيحي، واللذان يحظيان بدعم دولي بعكس الكورد الفيليين".
ودعا الفيلي القيادات والحركات الفيلية الى "ضرورة توحيد جهودها واطلاق برامج موحدة لتوحيد الفيليين واستحصال حقوق هذا المكون المسلوبة".
وتعرض الكورد الفيليون للتهجير إبان حكم الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر في عامي 1970 و1975، ومن بعده صدام حسين في 1980 بحجة "التبعية الإيرانية"، وتم إسقاط الجنسية عنهم.
وقتل آلاف المعتقلين من الفيليين ونهبت ممتلكات الكثير منهم، وبخاصة الأثرياء، واستخدم البعض الأخر كدروع بشرية في الحرب العراقية- الإيرانية ولاسيما في فتح حقول الألغام لتمكين القوات العراقية من التقدم أثناء حرب الثماني سنوات.
ويكشف الناشط السياسي علي الحجية في حديث لشفق نيوز، عن "وجود أكثر من 30 الف كوردي فيلي في ديالى موزعين في مناطق خانقين ومندلي والسعدية وجلولاء ومناطق من الخالص وبعقوبة وبلدروز".
ويضيف أن "انصهار الكورد الفيليين بين الاحزاب الشيعية والكوردية القومية منعهم من تشكيل كيان سياسي يجمع الكورد الفيليين ويضمن استحقاقاتهم السياسية في البلاد".
وفي السياق ذاته، يقول الاديب والناشط السياسي احمد المندلاوي في حديث لشفق نيوز إن "الكورد الفيليين تعرضوا لابشع انواع المظلومية على يد النظام السابق خاصة في مندلي بعد تهجير قسم منهم الى خارج البلاد واسكان القسم الاخر في مجمعات سكنية متواضعة في اطراف قضاء بلدروز وناحية مندلي شرقي ديالى"، مبينا ان "المجمعات تفتقر للمقومات المعيشية الاساسية ما دفع الكورد للهجرة الى محافظات أخرى".
ويلفت المندلاوي الى "وجود جدلية في مصطلح الكورد الفيليين الذي ينظر اليه البعض بابعاد سياسية او طائفية".
ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الكورد الفيليين في العراق خاصة في ظل الظروف التي تعرضت لها هذه الشريحة من عمليات التهجير وإسقاط الجنسية.