شفق نيوز/ وجّه وزير الخارجيّة العراقيّ إبراهيم الجعفريّ في 3 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2016 دعوة إلى البابا فرنسيس لزيارة العراق، خلال زيارته للفاتيكان، حيث رأى ابراهيم الجعفري أنّ الإنتصار على "داعش" ورجوع المسيحيّين النازحين إلى مناطقهم يمثّل فرصة مناسبة لتحقيق الزيارة التي طال انتظارها وكثر الحديث عنها في الفترة الزمنيّة الماضية.
وقبل ذلك، في 1 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2014، أعلن البابا فرنسيس أنّه يرغب في زيارة العراق، إلاّ أنّ هذه الزيارة غير ممكنة حاليّاً بسبب الأوضاع الأمنيّة فيه.
وعلى المنوال نفسه أُعْلِن في إقليم كوردستان في 30 أيّار/مايو من عام 2014 أنّ البابا قبل دعوة رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني لزيارة الإقليم أثناء استقباله له، وأنّ أحد أبرز أسباب الزيارة، أنّ الإقليم يستضيف عدداً كبيراً من النازحين المسيحيّين.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة العراقيّة أحمد جمال "هناك دعوة إلى بابا الفاتيكان لزيارة العراق، ونحن نكرّر ذلك في كلّ فرصة لقاء مع المسؤولين في الفاتيكان. وخلال كلّ الدعوات، لم يبد البابا رفضاً لزيارة العراق، وسوف يؤدّيها في أقرب فرصة مناسبة".
أضاف "أنّ العراق ينظر إلى زيارة البابا باعتبارها دعماً من الفاتيكان لحثّ المجتمع الدوليّ على مساعدة العراق في طرد الإرهاب، الذي قتل الكثير من العراقيّين وهجّرهم، لا سيّما المسيحيّين في الموصل، التي يحتلّها التنظيم منذ حزيران/يونيو من عام 2014".
ومن جديد، أكّد أحمد جمال أنّ "الجانب العراقيّ يأمل في أن يحدّد الفاتيكان موعد الزيارة في أسرع وقت، وأنّ الخارجيّة العراقيّة تواصل مساعيها لتحقيق ذلك".
كما أوضح المتحدّث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي أنّ "الحكومة تنظر بعين الاهتمام إلى زيارة البابا للعراق في أقرب وقت ممكن، لما تمثّله من توثيق للعلاقة بين دولة العراق والفاتيكان من جانب، ولأنّ العراق يعتبر الزيارة دعماً كبيراً له في حربه ضدّ داعش من جانب آخر".
ورغم أنّ الزيارات الموعودة لم تتحقّق، ومنها أمنية البطريرك الكلدانيّ مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، الذي قال في 4 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2011: "نرغب بشدّة من عزيزنا البابا فرنسيس زيارة العراق"، إلاّ أنّ هناك ما يشير إلى اهتمام كبير للسلطات الدينيّة في الفاتيكان بأحداث العراق والشرق الأوسط، لا سيّما أعمال العنف التي طالت المسيحيّين منذ عام 2003 في العراق.
وقبل ذلك، أبدى الفاتيكان معارضته للحرب في الشرق الأوسط الناجمة عن الغزو العراقيّ للكويت في عام 1990، حيث كتب البابا وقتها رسالة إلى الرئيس صدّام حسين في 15 كانون الثاني/يناير من عام 1991، داعياً إيّاه إلى اتّخاذ "خطوات شجاعة بالانسحاب من الكويت".
وكانت أبرز اهتمامات الفاتيكان في العراق تتركّز حول مدينة أور التاريخيّة في محافظة ذي قار (جنوب)، حيث ولد أبو الديانات السماويّة النبيّ إبراهيم، بحسب ما ورد في الإنجيل، وراجت أخبار في 5 شباط/فبراير من عام 2011 أنّ قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر يعتزم زيارة المدينة إلى حدّ فاتحت فيه وزارة السياحة مجلس الوزراء لتأمين التحضيرات الخاصّة بإنجاح هذه الزيارة.
ومن دلائل اهتمام الفاتيكان بالعراق، أنّ كنيسة (بازيليك) القديس بطرس في الفاتيكان شهدت في عام 2007 مراسيم تنصيب بطريرك الكلدان في العراق والعالم مار عمانويل الثالث دلي كاردينالاً من بين الكرادلة الجدد.
واتّفق العراق والفاتيكان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013 على ضرورة بناء علاقات متطوّرة يسودها الاحترام المتبادل ومواجهة التحدّيات المشتركة ضدّ التطرّف والإرهاب.
وفي حين لم تتحقّق زيارة البابا، إلاّ أنّ وفداً من الفاتيكان أقام قدّاساً في 14 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2013 بمدينة أور الأثريّة برئاسة رئيس مؤسّسة الحجّ التابعة للفاتيكان المونسنيور أندرياتا، ودعا الراغبين في الحجّ إلى القدوم إلى مدينة أور الأثريّة.
كما يجسّد اهتمام الفاتيكان بمعاناة العراقيّين من الحروب صلاة البابا فرنسيس من أجلهم ومن أجل السلام في 23 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2016 ، قائلاً: "أتضامن مع أهل العراق، وخصوصاً في الموصل"، التي احتلّها تنظيم "داعش" في 11 حزيران/يونيو من عام 2014 ليلاً وسبى الكثير من أهلها وهجّرهم، لا سيّما المسيحيّين.
كما أشاد البابا فرنسيس في 17 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016 بتضحيات "الشهداء" المسيحيّين في العراق وسوريا، والذين بقيوا مخلصين لعقيدتهم ودفعوا حياتهم ثمناً لها.
وفي حين تتّجه العلاقة بين دولة العراق مع الفاتيكان إلى مزيد من التّعاون، ودلّ على ذلك اعتماد ألبيرتو أورتيغا مارتين سفيراً بابويّاً جديداً لدى العراق في 19 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2015، حيث التقى الرئيس العراقيّ فؤاد معصوم، الذي دعا خلال اللقاء إلى فتح المدارس المسيحيّة والعودة الى ممارسة نشاطاتها.
monitor