شفق نيوز/ بعد ان اثار التحقيق الذي بثته قناة الـ"بي بي سي" البريطانية حول تجارة الجنس في الاماكن الدينية بالعراق جدلا واسعا رفع احد رجال الدين من الذين ظهروا ضمن عناصر التحقيق دعوى قضائية متهما القناة بـ"تزييف الحقائق واقتطاع اجزاء من حديثه وتركيبها ضمن فيديو تمت منتجته بما يتلاءم ورغبة القناة".
و وردت في نص الدعوى التي رفعها المشتكي الذي على ما يبدو يمتلك مكتبا لعقود الزواج الشرعية ضد مراسلة القناة (نوال المقحفي) و مدير قناة الـ"بي بي سي" اضافة الى وضيفته بأن المراسلة قامت بوضع "كمين" للأول، وتم اختراق الاجهزة الامنية في مدينة الكاظمية ببغداد عبر الاستعانة بأشخاص هم من خارج المدينة وتصوير المشتكي وتقطيع التصوير "خلافا للحقيقة حيث يتم توجيه سؤال له عن موضوع شرعي ويتم قطع السؤال من قبل شخص الذي ادعى انه (الدكتور سالم)".
وبحسب نص الدعوى ان (الدكتور سالم) تعامل مع المشتكي على اجراء عقد زواج شرعي دائمي خارج اطار المحكمة (وهذا بموجب مكتبه الرسمي المجاز كون "المشتكي" خبيرا قضائيا وبعد عرض المقطع اتضح انه "أي الدكتور سالم" قد قام بسؤاله عن "اجرة العقد الدائمي" ولكن عند عرض التقرير كان خلافا لما طلبه حيث ذُكر فيه "زواج المتعة القاصرات"، وهذا ما لم يتم التطرق اليه مطلقا".
واتهمت الدعوى (الدكتور سالم) باستهداف المشتكي ومدينة الكاظمية بـ"تغيير وتزييف الحقائق امام الرأي العام"، و "استهداف الدولة العراقية" بالتقرير الوثائقي الذي عرضته القانة في الخامس من شهر اكتوبر الجاري.
وذكرت الدعوى ان التصوير مخالف للقانون وكان دون علم المشتكي "كما هو ظاهر، وان الفيلم مركب بطريقتين: (المونتاج، التقطيع للإيحاء)".
واشارت الدعوى الى ان فريق عمل القناة استخدموا سائق تكسي على انه "رجل دين" و"سيد" اي شريف.
وذكرت المحاميتان الموكلتان بالدعوى بأن موكلاهما المشتكي (حسين علي مسلم الموسوي) بأنه موظف في ديوان الوقف الشيعي كما انه خبير قضائي وشخص معروف في مدينة الكاظمية، وان ما نشرته قناة الـ "بي بي سي" اضرّ به، وشهرّ به، وهو الآن متوقف عن العمل لما لحق به من اضرار مادية ومعنوية به وبأسرته بما يمس سمعته وكرامته.
وطالبت المحاميتان كما في الدعوى المرفوعة لدى "محكمة بداءة الكرادة" في العاصمة بغداد بتعويض مادي مقداره (200 مليون دينار عراقي) تدفعه القناة للمشتكي.
وكانت القناة قد بثت تحقيقا قالت عنه انه استقصائي قامت فيه بشكل سري الكشف عن مكاتب الزواج التي يديرها بعض رجال الدين في مناطق قريبة من بعض الأضرحة المهمة في العراق.
وذكرت القناة ان معظم رجال الدين الذين جرى الاتصال بهم كانوا على استعداد لتقديم "زيجات متعة" لفترات قصيرة جداً، قد لا تتجاوز الساعة أحياناً للتمكين من ممارسة الجنس.
وثالت القناة في التحقيق ان بعضهم على استعداد ليس فقط لتسهيل حصول الزبون على نساء وشابات، بل أيضاً على فتيات قُصّر لا يتجاوز أعمارهنّ تسع سنوات.
ويشير فيلم بي بي سي الوثائقي إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال.
ورصدت كاميرا مخفية رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القصر بأنهم "عرائس حلال"، حسب التحقيق.
وبحسب القناة فان التحقيق الاستقصائي استغرق مدة 10 أشهر، صور خلالها رجال دين بكاميرا مخفية، وأجروا لقاءات مع نساء تعرضن للاستغلال الجنسي، فضلاً عن التحدث إلى رجال دفعوا أموالاً لبعض رجال الدين لإيجاد عرائس متعة لهم.
وتشير التقديرات إلى أن نحو مليون امرأة عراقية قد ترمّلنَ وتشرد عدد كبير منهن بعد الحروب التي شهدها العراق، الأمر الذي دفع العديد منهن لقبول زواج المتعة بسبب الحاجة، كما قال بعضهن لبي بي سي.
ووجد الفريق أدلة على أن زيجات المتعة متاحةٌ في بعض المناطق القريبة من الأضرحة في العراق. وعلى سبيل المثال، تحدث الفريق مع عشرة من رجال الدين في منطقة الكاظمية ببغداد، التي تضم أحد أهم مراقد ومزارات المسلمين الشيعة.
وانتقد تقرير نشرته وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري الايراني تحقيق قناة "BBC" البريطانية ، متهما القناة بمحاولة استهداف زيارة اربعينية الامام الحسين في كربلاء.