شفق نيوز/ "أبو بكر البغدادي" الإرهابي الأشهر في العالم، نظرًا لارتباط اسمه بتنظيم داعش، الذي تعرض لسلسلة هزائم أخيرة قضت على بقايا فلوله في العراق وسوريا، ومع تلك الهزائم المتوالية، ظهرت العديد من علامات استفهام كثيرة حول مصير زعيمه البغدادي، وإن كان لا يزال على قيد الحياة، أم لا؟
فمنذ 2015، لا يعلم أحد مكان البغدادي، وترددت شائعات تقول إنه في تركيا، وأخرى في ليبيا، بينما طرح البعض سيناريوهات عدة حول أماكن اختبائه المحتملة في العراق وسوريا.
حسب السيناريو الأول؛ فإن البغدادي يتواجد في "جبال حمرين" بمحافظة ديالى، خاصة أن تلك المنطقة ذات طبيعة جبلية وعرة، لا تستطيع قوات الأمن أن تصل إليها، ومعظم عناصر داعش فروا إلى هناك عقب تحرير مدينة الموصل.
5 سيناريوهات تتوقع
فيما يرجح السيناريو الثاني تواجد البغدادي في منطقة الحدود السورية - العراقية؛ لأن أغلب العناصر التابعة للتنظيم الإرهابي فروا إليها عقب خسارتهم مدينة الرقة في شمال سوريا.
ويستند مؤيدو هذا السيناريو إلى أن تنظيم داعش الإرهابي، يطلق على منطقة الحدود السورية - العراقية اسم "ولاية الفرات"، والتي تبدأ في الأساس من مدينة القائم العراقية، وهي منطقة حدودية تطل على نهر الفرات من الناحية الشرقية، امتدادًا إلى مدينة البوكمال السورية، التي لها أيضًا حدود مع العراق، وتطل على نهر الفرات من الناحية الغربية.
كما يستند هذا السيناريو إلى أن داعش كان أعلن منذ ظهوره في ٢٠١٤، أنه يسيطر بالكامل على ولاية الفرات، بالإضافة إلى أن التنظيم يعتبر منطقة ولاية الفرات من أهم المناطق له؛ لأنها تربط بين سوريا والعراق، واستخدم داعش تلك المنطقة خلال السنوات السابقة كقاعدة عسكرية له، خاصة في ظل انعدام التواجد الأمني بها.
كما رجح البعض تواجد البغدادى في البوكمال شرقي سوريا، استنادًا إلى روايات البعض، حول رؤية اثنين من مساعديه هناك خلال هجوم القوات السورية على المدينة.
وبالإضافة إلى ما سبق، يرجح سيناريو آخر وهو تواجد البغدادي في مدينة «الرطبة» الواقعة في جنوب غربي محافظة الأنبار في غرب العراق، وكان تنظيم داعش سيطر على هذه المدينة في ٢٢ يونيو ٢٠١٤، وتم تحريرها في ٢٠١٦، إلا أن تنظيم داعش يستهدفها من حين لآخر.
ومن جانبها، ذكرت وكالة «رويترز»، أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، كان موجودًا في الرقة ثم فر إلى الموصل، لكنه تركهما، واختفى، ويتردد أنه موجود حاليًا في صحراء العراق؛ لأن هذه الصحراء كبيرة للغاية ويصعب على قوات الأمن الوصول إليها، وأوضحت الوكالة أن مسئولين عراقيين أكدوا لها هذا الأمر.
وأشارت الوكالة، إلى أن البغدادي في حال ثبت تواجده في الصحراء العراقية؛ فإنه قد يعيد صفوفه مرة أخرى.
الفرار إلى تركيا
إلى جانب ما سبق، تناثرت أنباء بشأن تواجد البغدادي في تركيا، التى يتهمها البعض بالتعاون مع الجماعات الإرهابية، وتستند هذه الرواية إلى أنه في ٢٠١٤ في بداية ظهور التنظيم، حدثت الكثير من المعارك الدامية بين القوات النظامية في العراق وسوريا والتنظيم، وأصيب عدد كبير من العناصر الداعشية.
وحينها، أعلنت السلطات التركية فتح جميع المستشفيات المتواجدة في أراضيها لعلاج عناصر تنظيم داعش، وقالت صحيفة «Taraf» التركية حينها، إن أنقرة استقبلت أعدادا كبيرة من المصابين، في تنظيم «داعش» الإرهابي القادمين من شمال سوريا، وإنها تعالجهم على نفقتها الشخصية.
وفي السياق نفسه، أوضحت الصحيفة ذاتها، أن هناك ثمانية من أهم القيادات فى تنظيم داعش الإرهابي، أصيبوا خلال القصف الأمريكي على معاقلهم، وتم نقلهم إلى مدينة أورفا جنوبى تركيا، وتم علاجهم في مستشفى خاص على نفقة الدولة بالكامل، وأن الحكومة التركية أمنت نقلهم، حتى لا يتعرض لهم أحد.
ليبيا على الخط
كما رجحت رواية أخرى تواجد زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، التي تشهد تدهورا أمنيا، خاصة أن ليبيا كانت معقلا أساسيا لداعش في ٢٠١٤، ونفذ فيها الكثير من العمليات الإرهابية.
وتستند تلك الرواية إلى رسائل تم العثور عليها في جنوب ليبيا، وجهها البغدادي إلى أتباعه هناك، وتضمنت تعليمات باستخدام جنوب ليبيا ذي التضاريس الصعبة، ليكون مكانا لتجميع جميع الفارين من الموصل والرقة.
وأشارت وسائل إعلام ليبية إلى أن تلك الرسائل صودرت من مقار تنظيم داعش الإرهابي، في مناطق متفرقة من ليبيا.
وكشفت الرسائل أيضًا أن البغدادي، أرسل مجموعة من الإرشادات إلى ١٣ قياديًا من مساعديه الموجودين في ليبيا.
وأفادت الرسائل كذلك بأن البغدادي برر هزائمه في كل من العراق وسوريا، بسبب تدخل الدول الكبري.
وأشارت الرسائل إلى السعي لتعويض هزائم التنظيم من خلال التوجه إلى جنوب ليبيا، وتجميع جميع الفارين من سوريا والعراق هناك، وجاء في نص تلك الرسائل «عليكم عدم التخاذل في القتال، والنصر في المعركة، لما آلت له ظروفنا، وضعف الدعم، فعلى القادة الموجودين في ليبيا، البحث عن موارد دعم في إمارة ليبيا، ولبقية المجاهدين، فهناك الإخوة في مالي يعانون قلة الدعم، وتمكن العدو منهم»، وقال أنصار التنظيم عبر مواقعهم على الإنترنت، إن هذه الرسائل تؤكد أن البغدادي على قيد الحياة، ولم يُقتل، كما زعمت روسيا من قبل، حسب تعبيرهم.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «Daily Mail» البريطانية: إن البغدادي فر إلى مدينة سرت الليبية عقب نجاته من غارة جوية في العراق.
الرواية الروسية
خلال شهر يونيو ٢٠١٧، أراد تنظيم داعش تضليل التحالف الدولي من أجل أن يبعد الأنظار عن زعيمه، إذ أعلن عن مقتل البغدادي في إحدى الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي، وأضاف التنظيم حينها أنه لم يحدد زعيمًا جديدًا له، لكن عناصره ستستمر في القتال وثابتة في المعاقل.
وفي التوقيت نفسه، أظهر التنظيم الإرهابي صورة لعدد من قياداته وهم ينعون زعيمهم أبو بكر البغدادي، وحينها أثاروا ضجة كبيرة، دون أن يظهروا للإعلام جثة البغدادي.
وفي السياق ذاته، أكد عدد من النشطاء في دير الزور شرقي سوريا، أن البغدادي لم يُقتل، والدليل على هذا الأمر، أن التنظيم لم يكشف عن جثته، مشيرين إلى أنه هرب من سوريا بالكامل.
ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها لم تتلق أي معلومات تؤكد صحة مقتل البغدادي، ردًا على رواية روسية حول مقتله في غارة جوية قرب مدينة الرقة السورية.
وبدوره، أعلن التحالف الدولي ضد داعش فى منتصف يونيو الماضي عدم إمكانية تأكيد تقارير روسية، أفادت بأن البغدادي ربما قتل في ضربة جوية روسية في سوريا.
وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان: «لا يمكننا التأكيد»، وذلك بعد وقت وجيز على نشر وكالات أنباء روسية خبر ترجيح مقتل البغدادي.
وكانت وكالة «تاس» الإخبارية الروسية، نقلت عن مسئولين روس أن البغدادي قُتل في غارة روسية استهدفت اجتماعا لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة بشمال سوريا في ٢٨ مايو الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها أيضًا «نحاول التحقق عبر مختلف القنوات من معلومات بأن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي كان مشاركا في الاجتماع وقتل في الغارة».