شفق نيوز/ في صورة لم تخل من دلالات سياسية، تداول العراقيون صوراً لقائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب السابق الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي وهو يزور تجمعاً لمتظاهرين في حي زيونة شرق العاصمة العراقية بغداد، يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2019.
متظاهرون التقطوا صورا مع الساعدي الذي ظهر في وضع مريح بعد أكثر من شهر على إقالته من منصبه كقائد لأقوى جهاز ساهم في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية عندما كان يسيطر على قرابة نصف مساحة العراق بين عامي 2014 و2017.
وكان الساعدي قد دخل في اشكاليات مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتبادل الرجلان الجدل حول قرار هذا الأخير باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، تنحية الساعدي من منصبه.
وفي الأول من اكتوبر 2019 عندما بدأت حركة الاحتجاج، رفع متظاهرون صور الساعدي تأييداً له في مواجهة عبد المهدي في حين ساد انطباع بأن تنحية الساعدي ستكون الشرارة لتنحية عبد المهدي وهو بالفعل ما قد يحدث في الأيام أو ربما الساعات القادمة.
ظهور القائد السابق لقوات مكافحة الإرهاب مع المتظاهرين يعطي اشارات قوية بأن مصير عبد المهدي بات على المحك وأن الرجل قد يكون بالفعل في طريقه الى التنحي، كما أن هذا الظهور قد يثير في الوقت نفسه غضب الطبقة السياسية العراقية التي ترى أن على القيادات العسكرية ان لا تكون طرفاً في اي صراع سياسي في البلاد.
ومن بين السيناريوهات التي لازالت مطروحة كمخرج لأزمة الاحتجاجات ومصير عبد المهدي هو تسلم الجيش العراقي مقاليد الأمور لفترة انتقالية غير ان هذا الخيار مرهون بفشل أي حل سياسي وبحدوث تطورات أمنية خطيرة في العراق ولذلك ظهور الساعدي بين المتظاهرين فجر يوم الأربعاء، قد يفهم على انه تلميح لهذا السيناريو.
وتواجه علاقات الساعدي مع فصائل الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران، بعض الإشكاليات حتى قيل إن هذه الفصائل هي من كانت وراء اقالته من طرف عبد المهدي. كما ذكرت تقارير سياسية أن الساعدي يريد تقوية الجيش واضعاف نفوذ الحشد على مستوى المؤسستين العسكرية والأمنية في البلاد.