شفق نيوز/ حدد باحثون من مختبر ألاموس الأميركي سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، يبدو أنها أكثر عدوى من السلالات التي انتشرت في الأيام الأولى لوباء كوفيد-19، الذي يسببه الفيروس، وقد تم رصدها مبكرا في أوروبا ونيويورك.
وحسب صحيفة لوس أنجلس تايمز، أوضح الباحثون في تقريرهم أن السلالة الجديدة ظهرت في أوروبا في فبراير، وانتقلت بسرعة إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم أصبحت سائدة في جميع أنحاء العالم، منذ منتصف مارس.
وفي غضون أسابيع، كانت هذه السلالة هي الوحيدة السائدة في بعض الدول، ما يوحي بانها أخطر من أسلافها وأكثر عدوى.
واعتمد البحث إلى حد كبير على التسلسل الجيني للسلالات الأولى للفيروس، فبالإضافة إلى "كونها سريعة العدوى، السلالة الجديدة قد تجعل من أصيبوا بها، عرضة لعدوى ثانية"، حسب تقرير الباحثين الذي نشر أولا في موقع BioRxiv المعني بالدراسات الجديدة.
واستند التقرير إلى تحليل حسابي لأكثر من ستة آلاف تسلسل لفيروس كورونا تم جمعها من أنحاء العالم، بواسطة "المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا"، وهي منظمة مشتركة بين القطاعين العام والخاص في ألمانيا.
وبعد بحث دقيق وجد التحليل أن النسخة الجديدة تتحول بسرعة لتصبح سائدة ومهيمنة.
وحدد فريق لوس ألاموس، بمساعدة علماء في جامعة ديوك وجامعة شيفيلد في إنكلترا، 14 طفرة في جينوم الفيروس المكون من 30 ألف زوج من الحمض النووي RNA.
لكن مؤلفي التقرير ركزوا على طفرة تسمى D614G، وهي المسؤولة عن التغيير في البروتين السطحي للفيروس المسمى Spike.
وقال ديفيد مونتيفيوري، وهو عالم بجامعة ديوك، إن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يوثق لطفرة في الفيروس التاجي، يبدو أنها تجعله أكثر عدوى.
وأينما ظهرت السلالة الجديدة، فإنها سرعان ما تصيب عددا مهولا من الناس، مقارنة بالسلالات السابقة التي خرجت من ووهان بالصين، وهذا ما قد يفسر الضرر الكبير الذي ألحقه الفيروس خصوصا بإيطاليا وولاية نيويورك.
ورجح مونتيفيوري، الذي عمل على لقاح فيروس نقص المناعة البشرية لمدة 30 عاما، أن يكون سبب العدوى العنيفة في السلالة الجديدة، هو قدرتها على التخفي والتهرب من الجهاز المناعي، "إنها مسألة افتراضية. لكننا ننظر إليها بمنتهى الجدية"، يضيف العالم.
وقال معدو التقرير إنهم شعروا "بالحاجة الملحة إلى الإنذار المبكر" حتى تكون اللقاحات والأدوية قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، فعالة ضد السلالة المتحورة.
ومنذ ظهوره في نهاية العالم الماضي بالصين، تسبب فيروس كورونا المستجد المعروف لدى العلماء باسم سارس- كوف 2، بإصابة نحو 3.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أكثر من ربع مليون وفاة.
ومعظم حالات الإصابة والوفيات سجلت في أوروبا، على النطاق القاري، وفي الولايات المتحدة (تحديدا نيويورك)، على نطاق الدول.
وقد كانت إيطاليا من أوائل الدول التي أصابها الفيروس المتحور في الأسبوع الأخير من فبراير، تقريبا في ذات الفترة التي ظهرت فيها السلالة الأصلية.
أما في الولايات المتحدة، فقد كانت واشنطن من بين الولايات الأولى التي أصيبت بالسلالة الأصلية في أواخر فبراير، ولكن بحلول 15 مارس كانت السلالة المتحورة هي السائدة. النسخة الأصلية من الفيروس ظهرت في نيويورك تقريبا في منتصف مارس، ولكن في غضون أيام تحولت إلى السلالة المتحورة.