شفق نيوز/ ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية، أن الأزمة الاقتصادية الحالية في لبنان دفعت عائلات إلى نشر إعلانات يعرضون من خلالها الأثاث والملابس وحتى الأحذية للبيع، معتبرة أن أعداد هؤلاء ”ليست قليلة“.
واستعرضت الصحيفة في تقرير الأوضاع المعيشية الصعبة التي بات يعيشها الشعب اللبناني مع انهيار العملة وارتفاع كبير في الأسعار.
واعتبر التقرير أن استقالة مدير عام المالية في لبنان بعد عقدين في وظيفته، ”إشارة إلى أن العاملين في هذا المجال يعانون من أزمة عميقة“.
ودلل التقرير على ”الانهيار الكامل للدولة“، على مدار الأشهر الأربعة الماضية، بأن ”الحكومة، والبنوك، والمواطنين يعانون في وقت واحد من الإفلاس“.
وقالت الصحيفة، إن أكثر من نصف اللبنانيين يرون أنفسهم من ذوي الدخل المتوسط، لافتة إلى أن ”العائلات التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى بدأت في نشر إعلانات على موقع (فيسبوك)، تعرض من خلالها الأثاث والملابس وحتى الأحذية للبيع، هؤلاء ليسوا أعدادا قليلة“.
وذكرت أن ”الجيش اللبناني لم يعد بمقدوره تقديم اللحوم إلى الجنود“، فضلا عن ارتفاع الأسعار ثلاثة أضعاف في المتاجر، خاصة أن 80% من المواد الغذائية في لبنان مستوردة، مع تضاعف الطلب على الدولار، في ظل ارتفاع سعر الصرف أكثر من أربعة أضعاف السعر الرسمي“.
أما على مستوى الخدمات، فأشار التقرير إلى أن الشركة الوطنية للكهرباء لم يعد لديها عملة أجنبية لشراء الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وهو ما أدى لزيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء، خلال الأسبوع الماضي، كما ارتفعت الأسعار في المتاجر إلى 10 أضعاف المعدل الطبيعي.
وفي فيديو منتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت كاميرات المراقبة في صيدلية، لصا مسلحا وهو يسرق عبوة حفاظات.
وتداول ناشطون لبنانيون، أمس الخميس، على موقع ”تويتر“، فيديو لشخص مسلح اقتحم صيدلية في بيروت، وطلب أموالا وحفاظات لأطفاله، بينما كان يغطي وجهه بكمامة.
وقال سامي نادر، المستشار السابق للحكومة اللبنانية، الذي تحول إلى معارض: ”قريبا سنصبح مثل فنزويلا، ولكن على الأقل فإن فنزويلا لديها النفط“.
ورأت الصحيفة أن مقارنة الحالة اللبنانية حاليا بفنزويلا تشير إلى أنها في خضم معركة جيوسياسية بين الولايات المتحدة وأعدائها.
لذلك ربط التقرير بين الخلافات ”المعركة القائمة بين الولايات المتحدة وإيران“ وما تشهده لبنان حاليا، متابعا: ”الإطاحة برئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، المقرب للغاية من المعسكر الغربي، يعني أن صراخ لبنان من أجل الحصول على مساعدات من الخارج، لن يكون له مردود إيجابي أو تعاطف لدى واشنطن، وفي نفس الوقت فإن إيران غارقة في أزمتها الاقتصادية، ولن تستطيع أن تفعل شيئا، حتى وإن كان وكيلها حزب الله يتمتع الآن بنفوذ غير مسبوق في لبنان“.
وقالت الصحيفة، إن الأزمة الاقتصادية دفعت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى الحديث عن محاولة اللجوء إلى الصين؛ للحصول على مساعدات مالية.
لكن سامي نادر، مستشار الحكومة اللبنانية السابق، سخر من هذا الطرح، وقال: ”هذه مزحة، لقد استقبلت كل الوفود القادمة من الصين، ولا أعتقد أنهم مهتمون بهذا الأمر“.