شفق نيوز/ كشفت مساعدة شخصية سابقة لأميرة سعودية عن تجربة صعبة عاشتها خلال فترة عملها القصيرة في الرياض وقالت إنها اضطرت إلى اتباع قائمة بروتوكولات من أربع صفحات، وأقرت في مقال نشرته في موقع التايمز البريطاني، بأنها سعت إلى الوظيفة بسبب الراتب المغري لكنها كانت تجهل تماما ما كان ينتظرها.
وقالت البريطانية كاثرين كولمان، إنها اختارت العمل في الرياض لأنها كانت تبحث عن مغامرة، كما أن الدخل المرتفع وفرصة عيش مغامرة بعد قضائها سنوات في إدارة مشروعها الشخصي في مجال القطع الأثرية، كانا محفزين على مضيها قدما.
لكن المرأة، لم تكن مستعدة لما شهدته خلال فترة عملها التي لم تتجاوز ثلاثة أشهر كما تقول، وتحدثت في مقالها عن "العقاب الجسدي الذي كان يتعرض له خدم الأميرة التي لم تكشف عن اسمها، والذين تشير إليهم بالحيوانات".
وأوضحت كولمان، التي كان من بين مهامها إدارة فريق عمل مكمل من الفلبينيات، أنه طلب منها "لاحقا تولي دور تأديبهن إذا خالفن أيا من قواعد الأميرة المضنية".
ولأن الخدم في أسفل السلم الهرمي للعاملين مع كبار الخدم والمساعدين الشخصيين والمعلمين والمربيات فوقهم، لم يسمح لهن حتى بإخراج قمامة الأميرة من دون إذنها.
كولمان قالت إنها كانت ملزمة باتباع قواعد خاصة بها مفصلة في القائمة المؤلفة من أربع صفحات، وشملت وفق ما كتبته "عدم مجادلة أي شخص من الأسرة المالكة حتى إذا كنت على حق، لا تدر ظهرك لهم أبدا، لا علاقات حميمية، ولا لتكوين صداقات مع الموظفين".
وذكرت في مقالها أنها اضطرت للعمل حتى الساعة الرابعة فجرا خلال رحلة إلى باريس، وطلب منها تنظيف حمامات الأميرة وغسل ملابسها بيديها والتي شملت خمس بلات في اليوم، على حد قولها.
كولمان التي قبلت بوظيفتي كبيرة الخدم (بتلر) والمساعدة الشخصية قبل خمسة أعوام، زعمت أنه جرى تحذيرها من أنها "إذا انتهكت أيا من قواعد المملكة وألقي عليها القبض، لن تكون السلطات السعودية ملزمة بإبلاغ سفارة بلادها كما أنه لن يكون من حقها الحصول على تمثيل قانوني".
وتزعم المرأة أنها شاهدت خلال فترة عملها، صورا لإصابات لحقت بخدم بعد تعرضهم لعقاب جسدي، وقالت إنها شعرت عندها "بالاشمئزاز".
وبعد فترة وجيزة، ازداد استياء الموظفة البريطانية من مشغلتها، وبعد ثلاثة أشهر من عقد عمل مدته عام، وقع خلاف بين الطرفين.
فقد اكتشفت الأميرة أن مساعدتها الشخصية "لم تكن تؤدب فريق العاملين وفقا لتعليماتها المحددة" على حد قول كولمان التي ذكرت في مقالها "في هذه المناسبة بالذات، تم العثور على وعاء صغير يحتوي على سكر في إحدى غرفهن. طلبت مني أن أعاقبهن من خلال تشتيت متعلقاتهن في جميع أنحاء الأرض وتغطيتها في عجينة مصنوعة من السكر والماء".
وقالت إنه بدلا "من اتباع تعليمات الأميرة، لم أستخدم خليط الماء والسكر، لكن وضعت أغراضهن على أسرتهن. وفجأة كل غضبها انصب علي".
في اليوم التالي، وبحسب رواية كولمان، تم إرسالها من أجل "الخضوع لتقييم نفسي ومن دون تفسير". في تلك اللحظة أدركت أن الأميرة "التي بالكاد تغادر غرفة نومها، تجد تسلية في القسوة".
وعندما اتخذت كولمان قرارا سريعا بمغادرة السعودية، تبين لها أنها عاجزة عن الفرار من دون تصريح خروج من مشغلها. كما أنها لم تستطع كسر عقدها من دون مواجهة دفع غرامة قدرها 4000 دولار، بالإضافة إلى احتمال دفع ما تبقى من العمولة بسبب وكالة التوظيف التي ساعدتها في الحصول على العمل.
أمام الأبواب المغلقة، قررت التلاعب بمشغلتها من أجل إنهاء العقد والحصول على تصريح الخروج. وقالت إنها هددت الأميرة بأنها ستشكيها لشقيقها الطيب والذي كان وليها، وأنها ستبلغه بمدى قسوتها.
وأوضحت كولمان للأميرة أنها لن تطلب عقد لقاء مع شقيقها إذا سمحت لها بالعودة إلى بلادها من دون أي عواقب.
وبعد ساعتين من نقاشهما، تلقت الموظفة البريطانية ظرفا يحتوي على تأشيرة خروج وعادت إلى وطنها في اليوم التالي.
وأقرت في مقالها بأن "توديع طاقم العاملين، في ظل إدراكي أنهم لا يملكون وسيلة للهروب، كان أحد أصعب الأشياء التي كان علي القيام بها. ومع ذلك كنت أعلم أن علي المغادرة - من أجل سلامتي العقلية وبقائي" على قيد الحياة.