يعتقد كثيرون حول العالم أنهم أصيبوا بفيروس كورونا بسبب شدة الأعراض التي تعتريهم، إلا أن المفاجأة تحدث عند إجراء الفحص الخاص بالمرض، إذ تظهر النتائج سلبية.
"لا يوجد اختبار دقيق ومحدد بنسبة 100 بالمئة"، تقول كيلي روبليفسكي، مديرة الأمراض المعدية في جمعية مختبرات الصحة العامة، لموقع "سان فرانسيسكو كرونيكل".
وعلى الرغم من أن البيانات الخاصة بمعدلات النتائج السلبية الكاذبة ما تزال نادرة نسبيا، فإن خبراء يوافقون على أن النتائج السلبية تعد مصدر قلق، خاصة وأن دراسة صينية سابقة وجدت أن الحالات السلبية قد تصل إلى 30 بالمئة.
كما قالت دراسة أخرى أجريت على جهاز "Abbott ID Now" المخصص للكشف عن إصابات فيروس كورونا خلال 15 دقيقة، أن نتائجه السلبية الكاذبة قد تصل نسبتها إلى 15 بالمئة.
وأضاف التقرير أن إجراء اختبار كورونا مبكرا، بعد يوم من إصابة محتملة، قد يجعل النتائج سلبية لأن المرض يصعب رصده في تلك المرحلة. ونفس الأمر ينطبق على الكشف في آخر أيام المرض، حيث تصعب أيضا عمليا كشف المرض.
ويأخذ الحمل الفيروسي في العادة -الجزئيات الخاصة بالفيروس عند الاختبار- من يومين إلى أربعة أيام بعد ظهور الأعراض، حتى تصل إلى ذروتها بالشكل الكافي مما يسمح برصد المرض.
لكن فيروس كورونا يعتبر مختلفا عن الفيروسات الأخرى، وقد اختلفت الدراسات بشأن الوقت الذي يحتاجه الحمل الفيروس للظهور بالشكل الكافي في جسم المريض.
وفي العادة تظهر أعراض كورونا على المصاب بعد خمسة أيام من تاريخ التقاطه العدوى، فيما تظهر العلامات على بعض الأشخاص بعد تعرضهم للعدوى بوقت قصير، كما يحتاج البعض لأسبوعين حتى يرى علامات المرض واضحة عليه.
وينصح خبراء عدة بالخضوع للفحص بعد 3 إلى 6 من تاريخ الوقت الذي يعتقدون أنهم تعرضوا للمرض فيه.
وكانت دراسة صادرة عن الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة، قد وجدت أنه خلال الأيام الخمسة الأولى من الأعراض، كانت مسحات البلعوم الأنفي (الأنف العميق) والبلعوم الفموي (الحلق الطويل)، لديها أعلى حمولات فيروسية، وأعطت نتائج إيجابية. ولكن في اليوم الخامس، انخفضت نسبة الكشف عن الفيروس إلى 40 بالمئة.
كما وجدت دراسات أخرى أن نسبة ظهور نتائج إيجابية للمسحات تكون أعلى، عندما يتم سحبها في وقت لاحق بعد بدء الأعراض، بحسب تقرير "سان فرانسيسكو كرونيكلز".
وقد تحدث النتائج السلبية الكاذبة بسبب تنوع طرق سحب المسحات من المريض، بحسب الطبيبة والباحثة في جامعة ييل، آن ويلي.
وتتطلب عملية جمع المسحة الأنفية العميقة، بعض الدقة للتأكد من جمع العينة من المكان الصحيح؛ الأمر الذي يتطلب من المريض الجلوس في وضع صعب.
وتنصح روبليفسكي الشخص الذي يشعر بأعراض المرض رغم سلبية نتائج الفحص، بالبقاء في المنزل، مضيفة "ما رأيناه من البيانات التي لدينا حتى الآن، أن الفيروس لا يبقى حيا عند معظم الناس بعد مرور أسبوعين".
أما بالنسبة لأولئك الذين يشهدون أعراضا بعد مرور أسبوعين، فإن الخيار الآمن هو الاستمرار في الحجر الصحي حتى تذهب جميع الأعراض، وربما تستمر هذه الفترة من أسبوع إلى عشرة أيام.