شفق نيوز/ ستقوم أكثر من نصف الشركات العالمية بعد انتهاء انتشار فيروس "كورونا"، بالتعامل مع مورّدين جدد لها مما يشكل إشارة لانتهاء العولمة التي نعرفها بواقعها الحالي.
وبناء على دراسة أجرتها شركة الاستشارات Ernst & Young إحدى أكبر الشركات المهنية في العالم فإن عصرا جديدا من العولمة قد يبدأ، فكيف سيؤثر ذلك على الاقتصاد العالمي، وهل تنتظرنا جولة جديدة من العولة؟
"السلام العالمي هو بناء مستدام لا يمكن الابتعاد عنه في أي مكان"، بحسب ما تصفه كيرا سازونوفا، عضو الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، مؤكدة على ان الاقتصاد العالمي سيشهد تغييرا في الجهات الموردة.
وتوضح ان "العولمة ستتغير لكنها لن تزول، وقد بدأ يظهر موردون جدد، وأعتقد بأنه سيكون هناك إعادة توزيع جديدة للموارد، ولكن بعد عامين من نهاية الجائحة، سنرى مرة أخرى عالما معولما، ببساطة لأن الاقتصاد العالمي الحديث يركز على تنوع الإنتاج عن طريق موردين كثر، ولا يخضع لقانون الحماية".
ستانيسلاف بيشوك، المدير التنفيذي لمنظمةSisEmo International Monitoring، يتوقع حدوث تغيير، إلا أنه ليس بالشكل الكبير، مشيرا إلى أن "العولمة لا رجعة فيها، نعم، سيكون هناك تأخير معين في عملية العولمة والركود الاقتصادي، لكن هذه الأزمة مؤقتة ولن يذهب العالم إلى توحيد الموارد".
ويوضح بيشوك أن الاقتصاد والسياسة يسيران بطرق مختلفة، مشبها الوضع الحالي بما يجري بين الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، قائلا "يمكنك رؤية بأن الدول تتجه الى المركزية، فعلى سبيل المثال إيطاليا غاضبة من حقيقة بأن الاتحاد الأوروبي لا يهتم لها كثيرا في ظل هذه الأزمة، في الوقت الذي يخطط فيه المجتمع الدولي لتطوير آليات معينة لمحاربة الأوبئة، وهنا يمكن تمييز عمليتين رئيسيتين للعولمة: هما الركود الاقتصادي وتدني وتيرة التفاعل، وعلى العكس من ذلك المركزية السياسية والرغبة في توحيد القوى".
وبشأن طبيعة الاقتصاد العالمي الجديد يقول بيشوك "سوف يتغير الاقتصاد العالمي بالتأكيد بعد الوباء، وسيشهد العالم عدة موجات من الأزمات المختلفة ولكن كل شيء سيحصل في غضون عامين"، مضيفا "سوف نستهلك بشكل أقل، كما سيرتفع معدل البطالة العالمي، وفي الوقت نفسه، ستتسع الفجوة الاقتصادية بين البلدان التي عانت أكثر وأقل من الوباء. وبناء على ذلك، ستتغير عمليات الهجرة، حيث سيبدأ تدفق السكان من البلدان الأكثر تضررا، لتظهر مرة أخرى مسألة الحدود والهجرة، وأزمة الهجرة قد تزداد سوءًا. لكن من المحتمل أن يعود العالم في غضون عامين إلى نفس المسارات السابقة للأزمة".
من جهتها تصف سازونوفا حصول تغييرات في 3 مجالات رئيسة، وقد أصبحت ملاحظة في وقتنا الحالي، وهي "أولاً، أصبح من الواضح بالفعل أن عملية إعادة توزيع واسعة النطاق للصناعات، فعلى سبيل المثال، تمر الآن السياحة والصناعة
الخفيفة بأوقات عصيبة. لكن تلك المجالات من الاقتصاد والإنتاج، التي لم يراهن عليها أحد قبل ستة أشهر، وصلت اليوم إلى ذروة لا تصدق. كإنتاج المطهرات والأقنعة الواقية والمعدات الطبية".
وتتابع "ثانيا، نحن في انتظار تغيير يتعلق بعدد الأشخاص الذين يعملون في المكاتب. الآن سوف تقوم الغالبية العظمى من أصحاب العمل بعملية التقنين داخل المكاتب من خلال إيجاد مسافة بين العاملين، ومع تطور المنصات الرقمية التي تعمل بشكل جيد فإن هذا الاتجاه سيتم تطويره، وهو مهم للغاية".
وثالثا ستشهد الدول التي تستطيع التغلب على الجائحة نموا اقتصاديا كبيرا، الأمر الذي سيساعده على استعادة سلاسل انتاجها القديمة لتندمج بسلاسل انتاج جديدة لتشكل نموذجا جيدا، والآن سيتبع الجميع الصين، التي أعلنت الانتصار على الفيروس: لكن متى ستتمكن البلاد من استعادة النمو الاقتصادي.