شفق نيوز/ برّر مسؤولو الصحة العامة في السويد قرار الحكومة رفض إقرار الإغلاق العام الشامل لمواجهة الجائحة العالمية التي تسبب فيها فيروس كوفيد-19، بالقول "إننا نثق في وعي الشعب السويدي".
وشدد المسؤولون إلى إمكانية الوثوق بالسويديين في البقاء في منازلهم واتباع بروتوكولات المسافات الاجتماعية وغسل الأيدي لإبطاء انتشار الفيروس، دون أي أوامر إلزامية.
ويبدو أن السويد كانت ناجحة إلى حد كبير في السيطرة على الفيروس مقارنة بدول أوروبية أخرى، فمعدل الوفيات في السويد البالغ 22 لكل 100 ألف شخص هو نفس معدل الوفيات في أيرلندا، التي لفتت الأنظار بطريقة تعاملها الحذر جدا مع وباء كورونا، ووصفت سياستها بالأفضل مقارنة ببريطانيا أو فرنسا.
لكن عناوين صحفية سويدية، لفتت إلى أن هناك بعض التجمعات لأكثر من 10 أو 15 شخصا وهو ما يوحي بعكس ما قدمه مسؤولو الصحة كمبرر لعدم إلزام الشعب قوانين صارمة للتباعد الاجتماعي.
هذا الواقع، الذي نقلته وسائل إعلام محلية، زاد من الغموض بخصوص النجاح الواضح للسويد في معالجة هذه الآفة دون إغلاق مدمر اقتصاديًا.
وجاء في إحدى الصحف إن السويديين يحتشدون في المطاعم والحانات وفي بعض الحدائق في ستوكهولم.
"نيويورك تايمز" نقلت عن مواطن سويدي يدعى يوهان ماتسون قوله "احترامي لمن مات، لكننا في السويد آثرنا فعل شيء مختلف أمام هذه الجائحة".
وأشاد صاحب المطعم الذي كان يتناول فيه يوهان وجبة الغذاء، بالحريات التي يتمتع بها في السويد مقارنة بالدول الأخرى، وقال "أنا لا أرى إحصاءات مختلفة جدا في العديد من البلدان الأخرى" ثم تابع "أنا سعيد لأننا لم نذهب إلى الإغلاق، يجب أن تستمر الحياة".
يذكر أن السويد أبقت حدودها مفتوحة، وسمحت للمطاعم والحانات بالاستمرار في الخدمة، وتركت رياض الأطفال والمدارس الابتدائية مفتوحة، ولم تضع أي قيود على وسائل النقل العام أو النزهات في الحدائق المحلية.
وظلت محلات الحلاقة واستوديوهات اليوغا وصالات الرياضة وحتى بعض دور السينما مفتوحة.
لكنها منعت التجمعات لأكثر من 50 شخصا، وأغلقت المتاحف، كما تم إلغاء الأحداث الرياضية نهاية شهر مارس، كما منعت السلطات زيارات دور رعاية المسنين.
في المقابل "لم تقر الحكومة غرامات على من يخرق قائمة الممنوعات القليلة" على حد قول أحد المارة في شوارع ستوكهولم، نقلت نيويورك تايمز حديثه.
ذات المواطن قال مازحا "أصبحنا نحدق في المارّة الذين يرتدون أقنعة واقية وكأنهم هبطوا للتو من المريخ".
لكن إجراءات ميدانية توحي بأن السطات حريصة فعلا على تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي، لكن بطريقة ردع مختلفة، فيوم الأحد مثلا تم إغلاق خمسة مطاعم بسبب عدم مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي.
المسؤول الطبي الإقليمي بإدارة مكافحة الأمراض المعدية والوقاية منها بيير فولين، كشف أن تلك المطاعم لم تدفع فلسا واحدا كغرامة، بينما تم إغلاقها عقابا لها، قبل أن يضيف "سيُسمح لهم بإعادة فتح محلاتهم بعد اجتياز التفتيش".
ويبدو أن السويد حريصة على الاستمرار في سياستها المبنية على "الثقة"، بينما أعلنت هيئة الصحة العامة الأسبوع الماضي أن أكثر من 26 في المئة من سكان ستوكهولم البالغ عددهم 2 مليون نسمة سيصابون بفيروس كورونا بحلول 1 مايو.
لكن حتى هذا الرقم، تم تقديمه على أنه انتصار، في التقرير الذي أعدته هيئة الصحة العامة السويدية.