شفق نيوز/ قال رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، انه سيعمل على معالجة المشاكل العالقة بين بغداد واربيل وفق الدستور.
وتضمن المنهاج الحكومي الذي قدمه الكاظمي للبرلمان فقرة خاصة بالعلاقة مع اقليم كوردستان.
حيث جاء فيها، ”ستعمل الحكومة الاتحادية بالتعاون مع حكومة اقليم كوردستان على معالجة المشاكل العالقة واحترام الاتفاقيات بين الطرفين وفق الدستور، من اجل تحقيق المصالح العليا للبلاد وتوحيد الجهود في جميع المجالات“.
نيل الكاظمي الثقة البرلمانية في وقت تشهد علاقات بغداد مع اقليم كوردستان أزمة ثقة متزايدة، فيما الكتل الكوردية في البرلمان الاتحادي اعلنت منذ بداية الطريق دعمها ترشيح الكاظمي لتشكيل الحكومة.
عناصر عدة ساهمت في تسخين الخلافات ما بين بغداد واربيل، لهل ابرزها قرار حكومة عادل عبدالمهدي قطع الرواتب المقررة عليها لموظفي اقليم كوردستان لاسباب ظلت حتى الآن يكتنفها الكثير من الغموض، في انتهاك للاتفاقات المعمول بها بين الطرفين.
وجاء قرار قطع الرواتب بشكل مفاجئ في الوقت الذي يقوم فيه وفد التفاوض الكوردي بجولة محادثات مكثفة مع مختلف القوى الحكومية والحزبية في بغداد لتسوية ملفات تعيق تطوير العلاقات بين الطرفين، وهو ما عزز طرح التساؤلات عن مغزى صب الزيت على النار على الرغم من العلاقات الطيبة التي ربطت القيادة الكوردية بعادل عبدالمهدي.
اذا، سيراقب اقليم كوردستان أولى مواقف الكاظمي حول ملف الرواتب، لكن منحه الثقة من جانب الكتل الكوردية، يعني ضمنيا ان تفاهمات جرت لتسوية هذه القضية بدون تشنجات اضافية للخطوط الساخنة بين الطرفين.
وكما هو معروف، يشكل ملف الموارد النفطية أكثر الملفات تعقيدا، حيث تحتوي المنطقة الكوردية على 45 مليار برميل من الاحتياطي العراقي المقدر بـ150 مليار برميل، ويصدر كوردستان بين 400 ألف و500 ألف برميل يوميا. لكن رسميا، عليه أن يصدر منها 250 ألف برميل يوميا عن طريق شركة سومو النفطية الحكومية، وأن يدفع الإيرادات الناتجة عما تبقى للموازنة الفدرالية. وفي المقابل، على بغداد أن تدفع نحو 12% من موازنتها الاتحادية لأربيل (8.2 مليارات دولار).
وربما كل ما يتحتم على الكاظمي القيام به لطي هذا الملف تفعيل الاتفاق الذي جرى ابرامه بين كوردستان وحكومة عبدالمهدي في العام 2019، بعدما تضمن موازنة العام 2019 التي جرى اقرارها، بنودا تشير الى إعادة صرف حصة إقليم كوردستان التي لم يحصل عليها في موازنة العام 2018، ودفع رواتب موظفي الاقليم بمن فيهم مقاتلو قوات البيشمركة.