شفق نيوز/ تجود الطبيعة على بعض الاماكن المتفردة، بجمال ساحر يضفي عليها جلالا ورونقا وجمالا؛ ويجعلها قبلة ومحطا لانظار الناس يأتون اليها للتمتع بمناظرها الخلابة، وجمال جهاتها.
هذا ما توفر لمنطقة بحيرة "سد دوكان" والبحيرة ذاتها، فغدت مكانا يهيم به السياح الوافدين من شتى المناطق والبلدان.
ولم يعد امر البحيرة وتفرعاتها مقصورا على السواح البشر؛ بل انها تشهد توافدا لاجناس اخرى من الموجودات، تأتي ايضا لتستريح من عناء هجرتها الطويلة؛ لتحط الرحال في جزر صغيرة متفرعة عن بحيرة دوكان لتعيش ردحا من حياتها في تلك البيئة البديعة.
جزر بوسط بحيرة دوكان تتخذها طيور النورس لوضع بيوضها وعندما تكبر افراخها تواصل رحلتها في الهجرة.
انها تاتي كل عام الى هذه الجزر لتصبح مبعث اهتمام سكان المنطقة الذين يتوجهون للاستمتاع بجمال وجودها في البحيرة. طيور تحلق بسلام في ارجاء البحيرة وجزرها، يحنو عليها الناس منتشين بمشهد بياضها الثلجي، الذي يتآلف مع زرقة السماء الصافية، ومنبهرين بسكينة بيضها الجميل المنقط.
و"بحيرة دوكان" التابعة لمحافظة السليمانيّة، تعد من المسطّحات المائيّة الكبيرة نسبياً ضمن المنطقة الواقعة في إقليم كوردستان العراق، عند السدّ الشهير باسم سد دوكان الواقع بالقرب من البلدة التي تحمل اسم السد "دوكان" ومدينة رانية.
إنّ الطبيعة التي اختصّت بها هذه البحيرة، في كل ما يحيط بها، وخاصّة تعدّد الجبال المشرفة عليها، ومنها جبليّ سلطان وسارة، فضلا عن تواجد غابات وافرة الخضرة، جعل لها مكانة تُميّزها بمناظر تسلب الألباب، لذلك عدت مجمعاً سياحيّاً ضخماً، ومصيفاً مهماً في المنطقة.
تبعد هذه البحيرة مع السدّ الذي أنشئ عليها، نحو 70 كيلو متر فقط عن السليمانيّة، لذلك نجد هنالك فنادق عدّة، وأيضاً مطاعم وكابينات ومرافق سياحيّة كثيرة خاصّة في جهة ضفاف قشقولي، التي تحاذي بلدة دوكان، تعمل على جذب السيّاح من داخل العراق وخارجه.
ويتفرّع عن سد دوكان الواقع على البحيرة، نهر الزاب الأسفل، وبذلك تكون مياه البحيرة عذبة. وفضلا عن الزاب عُثر بالقرب من البحيرة على مواقع أثريّة عدة، وذلك ما جعل من منطقة البحيرة مكاناً سياحياً بامتياز، إذ عثر على عدة كهوف تعود للإنسان القديم من العصر الحجري، والأكثر شهرة هو كهف زرزي، وعثر أيضاً على منحوتة أثريّة ذائعة الصيت، المعروفة بـ (قزقابان).
تجدر الإشارة إلى أنّ المناخ العام لهذه البحيرة، هو مناخٌ معتدلٌ، ولذلك نجد أنّها تنعم بفصل ربيعٍ شبه دائم، ذي طبيعة ساحرة لا تتغيّر ولا تتبدّل.