شفق نيوز/ انتقد تقرير نشرته وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري الايراني يوم السبت تحقيقا نشرته قناة "BBC" البريطانية عن الزواج المؤقت او ما يسمى بالمتعة في المدن المقدسة الشيعية في العراق، متهما القناة بمحاولة استهداف زيارة اربعينية الامام الحسين في كربلاء.
وذكر التقرير الايراني الصادر اليوم، ان "قناة "BBC" الفارسية والممولة من قبل الحكومة البريطانية تقوم بالترويج لفيلم وثائقي حول الزواج المؤقت من فتيات صغيرة في المدن الشيعية في العراق والزعم بان هذا النوع من الزواج ينشر الفاحشة والرذيلة ويتم بموافقة رجال دين لتشويه سمعة المرجعية الدينية في العراق".
واضافت الوكالة في تقريرها ان "بث هذا الفيلم يعيد الى الاذهان ما روجت له شبكات اعلامية معادية وخبثاء على مواقع تواصل اجتماعي، العام الماضي قبيل زيارة الاربعين، لشائعات حول قيام زوار عراقيين لمدينة مشهد بأعمال منافية للآداب بهدف الوقيعة بين الشعبين الايراني والعراقي، كما روجوا قبل عامين بان الزوار الايرانيين في العراق يفعلون نفس الشيء اثناء زيارة الاربعين".
كشف تحقيق استقصائي قامت به بي بي سي بشكل سري عن مكاتب الزواج التي يديرها بعض رجال الدين في مناطق قريبة من بعض الأضرحة المهمة في العراق، وكان معظم رجال الدين الذين جرى الاتصال بهم على استعداد لتقديم "زيجات متعة" لفترات قصيرة جداً، قد لا تتجاوز الساعة أحياناً للتمكين من ممارسة الجنس.
وكان بعضهم على استعداد ليس فقط لتسهيل حصول الزبون على نساء وشابات، بل أيضاً على فتيات قُصّر لا يتجاوز أعمارهنّ تسع سنوات.
ويشير فيلم بي بي سي الوثائقي إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال.
ورصدت كاميرا مخفية رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القصر بأنهم "عرائس حلال".
ويعد "زواج المتعة" ممارسة مثيرة للجدل داخل المذاهب الفقهية الإسلامية وداخل المذهب الشيعي نفسه. لكن بعض مراجع الشيعة يبيحون هذا الزواج المؤقت على أن يدفع الرجل مهراً للمرأة مقابل ذلك.
وفي الدول المسلمة ذات الغالبية السنية، يؤدي ما يسمى بزواج "المسيار" وظيفة مماثلة، ويفترض أن هذا النوع من الزواج هدفه السماح للرجل بالزواج خلال فترة سفره، لكنه بات اليوم يستخدم للسماح للرجل والمرأة بالدخول في علاقة جنسية لفترة محددة.
وينقسم رجال الدين بشأن هذه الممارسة، إذ يرى بعضهم أنها تضفي الشرعية على علاقة تشبه الدعارة، وثمة جدل آخر بينهم بشأن تحديد المدة القصيرة التي قد يستغرقها هذا النوع من الزواج.
استغرق التحقيق الاستقصائي الذي نفذه فريق بي بي سي مدة 10 أشهر، صور خلالها رجال دين بكاميرا مخفية، وأجروا لقاءات مع نساء تعرضن للاستغلال الجنسي، فضلاً عن التحدث إلى رجال دفعوا أموالاً لبعض رجال الدين لإيجاد عرائس متعة لهم.
وتشير التقديرات إلى أن نحو مليون امرأة عراقية قد ترمّلنَ وتشرد عدد كبير منهن بعد الحروب التي شهدها العراق، الأمر الذي دفع العديد منهن لقبول زواج المتعة بسبب الحاجة، كما قال بعضهن لبي بي سي.
ووجد الفريق أدلة على أن زيجات المتعة متاحةٌ في بعض المناطق القريبة من الأضرحة في العراق. وعلى سبيل المثال، تحدث الفريق مع عشرة من رجال الدين في منطقة الكاظمية ببغداد، التي تضم أحد أهم مراقد ومزارات المسلمين الشيعة.