شفق نيوز/ للصناعات المتوارثة، لاسيما تلك التي بالإمكان تسميتها الحرف الفولكلورية، نمطا خاصا من التقبل لدى الجمهور وعامة الناس، اذ ترتبط بذكرياتهم التي توارثوها ابا عن جد؛ فشكلت مع قيمتها الانتاجية فنا قائما بحد ذاته، عصيا على الزوال والنسيان بسهولة.
و"التنور" الطيني المنزلي، أحد أبرز معالم هذا الفن وتلك الحرفة، اذ مايزال يصنع حتى الآن ويلقى رغبة وتجاوبا من السكان، الذين ارتبطت معيشتهم في اوقات شتى بتلك الحرف وتواصلوا ايضا مع ميزتها الاخرى بصفتها فنا.
"سرمد سعاد"، من سكنة محافظة كركوك، يقول عن حرفة صناعة "تنانير" الخبز؛ لوكالة شفق نيوز حين التقت به في مكان عمله: "أنا اعمل في هذا المجال منذ ١٤ سنة وهذا العمل بقي لنا من اجدادنا وابائنا ومكث تراثاً مميزاً وخالداً".
ويضيف بحرقة، "برغم حظر التجوال فاننا نعمل؛ لأننا الوحيدون من يصنع تنور الطين ونبعثه للمحافظات والارياف، لأن الطلبيات على هذا النوع من التنور كثيرة"، مشيرا الى ان تنور الطين يعرف بطعم خبزه المميز الصحي.
ويرجع سرمد بالذاكرة إلى الوراء ويقول إن هذه الحرفة قديمة توارثناها أباً عن جد، إلا أنه يشير إلى أن النساء كن يمتهن هذه الحرفة في البداية قبل أن يتركنها للرجال.
ويضيف، ان صناعة تنور الطين بحاجة الى مجهود شاق، ولذلك فقد تسلم هذا العمل الرجال؛ لأن هذا التنور ظل مميزا عند اغلبية الناس بطعم خبزه الفاخر؛ مردفا: "نصنع ايضآ مواقد "كانون" لشي الأسماك والدجاج ومشويات اللحوم الاخرى و للشاي ايضا، وكل هذا نعمله بالطين و الطلبيات عليه كثيرة".