شفق نيوز/ يعد استعمال اقنعة الوقاية، لاسيما الكمامات، ممارسة قديمة ارتبطت بمحاولة تجنب الاضرار التي تلحق بجسم الانسان وبخاصة في الاجزاء الحساسة ومنها الجهاز التنفسي؛ وقد جرى استعمال الكمامات بوقت مبكر في كثير من الدول من قبل العمال وبخاصة تلك التي شهدت نهضة صناعية، وتولد عنها صناعات قد تنتج في اثناء عملها مواد ضارة، ومن ذلك مصانع التبوغ وانتاج السجائر، وكذلك مصانع انتاج المواد الكيمياوية والكحولية ومنها المنظفات وغيرها. واستعملها ايضا الاطباء في عملياتهم الجراحية في شتى المراحل، وكذلك المحتجون في بعض دول العالم ضد الغازات التي تطلقها الشرطة لتفريقهم .
ثم جاء وباء كوفيد ١٩ المتسبب عن فيروس كورونا المتجدد؛ لينشر استعمال الكمامات على نطاق واسع شمل العالم بمجمله.
ولا شك أن ارتداء الكمامات بات أمرا مفروضا في العديد من البلدان حول العالم بغية منع تفشي عدوى كورونا. وبرغم أن منظمة الصحة العالمية كانت أعلنت في البداية أن ارتداء القناع محصور بالأشخاص الذين يتعاملون مع مصابي كوفيد 19، قبل أن تعود وتغير موقفها؛ إلا أن المنظمة الأممية حذرت في بيانات متلاحقة في حساباتها على مواقع التواصل من أن ارتداء الكمامة وحده لا يكفي، بل يتوجب أن يترافق مع إجراءات أخرى.
ولعل أهم تلك الإجراءات، الحفاظ على التباعد عن الآخرين بمسافة متر واحد في الأقل، فضلا عن تنظيف وغسل اليدين جيداً وباستمرار، وعدم لمس الوجه أو الكمامة على الإطلاق.
يذكر أن المنظمة كانت حذرت سابقا أيضا من سلوكيات ضارة في أثناء ارتداء الكمامة، منبهة من ارتداء القناع الرطب أو الممزق أو الفضفاض.
كما حذرت من ارتداء الكمامة فقط على الفم دون الأنف أو العكس، ودعت إلى عدم لمسها أو تحريكها من مكانها في أثناء الحديث مع الآخرين، أو أي تصرف يستلزم وضع اليد عليها.
إلى ذلك، طالبت بوضع الكمامات المستعملة بعيدا عن متناول الأطفال واستعمالها مرة واحدة فقط.
وكانت المنظمة الأممية أعلنت يوم الجمعة الماضي أن المعلومات الجديدة أظهرت أنّ أقنعة الوجه يمكن أن توفر "حاجزاً أمام الرذاذ الذي يحتمل أن يكون معديا".
أتى ذلك، بعد أن أكدت سابقا ألا أدلة كافية تشير إلى أنه يجب على الأشخاص غير المصابين ارتداء الكمامات. وقالت الخبيرة الفنية المعنية بمرض كوفيد-19، الدكتورة ماريا فان كيرخوف، لوكالة رويترز إن التوصية هي أن يرتدي الناس "أقنعة من القماش - أي أقنعة غير طبية".
جدير بالذكر ان حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم تجاوزت حتى الآن حاجز السبعة ملايين مصاب، فيما تجاوزت الوفيات 400 ألف حالة بحسب آخر الاحصاءات.