إشتداد الهجمة الظالمة المغرضة، خلال الأيام الأخيرة، وبنفس شوفيني شديد الوضوح ضد إقليم كوردستان، والتصريحات والتهديدات الجديدة القديمة للمحسوبين والتابعين للخارج على الحلبة السياسية وداخل أروقة السلطة في العراق ضد الكورد، فتحت الباب مجدداً أمام الكثيرين للتخبط والتهريج السياسي والتحدث حول القانون والدستور والكاسب والخاسر منهما. وتجدد على سطح الأحداث الرغبة الرهيبة في تحقيق بعض المكاسب السياسية والإقتصادية سواء بشكل مباشر أو عن طريق لي الأذرع وشراء ذمم بعض المرتزقة.
هذه الهجمة تجددت بسبب :
* عدم حضور النواب الكورد في جلسة تصويت البرلمان العراقي على إخراج القوات الأمريكية من العراق، والذي كان محاولة كوردستانية للنأي بالنفس عن لعبة الشدّ والجذب والصراع الأمريكي الإيراني، اللذان يغيران الاستراتيجيات والرهانات والأسلحة والرهانات ولا يغامران ويتجاهلان المواجهة الجدية، لأنهما يدركان المخاطر.
* وعلى خلفية النجاح في تحول إقليم كوردستان الى الواحة والرقعة الوحيدة في المنطقة، والتي تنعم بالأمان والنجاح والهدوء والسلام والاستقرار، وتبنى مشروعاً ديموقراطياً، وتتبنى سياسة متزنة هادئة بعيدة عن المحاور وخلق المشكلات.
* وبسبب التواصل الكوردي مع القوى العراقية المعتدلة المؤمنة بالدولة العراقية، كدولة وطنية مدنية ذات سيادة مستقلة.
* ولأن ما يعرفه المهاجمون عن الدستور وسيادة القانون لايتجاوز ما يرد عنه في الاعلام سواء كان معه أو ضده، لذلك لجؤا إلى آراء أبناء جلدتهم الخاطئة وبحثوا عن النقائص عند الكورد. رغم إنهم لم يجدوا شيئا يذكر إلا إنهم عزموا على الإنتقام من الكورد ولوحوا باللعب بأوراق نفط كوردستان، وبإستعمال سلاح الموازنة وحصة الإقليم من الموازنة العراقية لتنفيذ الاستراتيجية الخارجية المعادية للكورد. وعادوا الى (اله التمر) الذي صنعوه، وأعني به الدستور العراقي الذي كتبوه ووافقوا عليه، وقانون الموازنة الذي صوتوا له تحت قبة البرلمان، والى المصطلحات التي ينادون بها منذ عقود من الزمان كالديمقراطية والشراكة والتعايش والتآخي والتوازن وإحترام حقوق الآخرين، عادوا اليه (لا ليعبدوه بل) ليأكلوه لأنهم جاعوا، ولأنهم ينفذون ما يطلب منهم من الخارج بالحرف الواحد. وإشتغلوا لمهاجمة الإقليم ودعوا إلى إجراءات عاجلة لمعاقبة الكوردستانيين وإجبارهم على الرضوخ والإستسلام. وإتخذوا قرار قطع أرزاق الكوردستانيين، قرار يثير التخوف والمزيد من الأزمات والتوترات عند الكورد الذين توقعوا تداعيات مواقفهم وترقبوا الرد القوي هنا أو هناك، ويكشف ويؤكد إستحالة العيش مع أناس في كيان يئن منذ أكثر من عقد ونصف تحت وطأة القلاقل والاضطرابات وعدم الاستقرار، ويئن من التواجد الخارجي في كل مفاصلها.
أما الكوردستانيون المتابعون للجدل الدائر بشأن أزمة نفط كورستان وقطع موازنة الإقليم، يعتقدون أن الذرائع الموجودة في المخيال الشيعي القديم القائم على معاداة الكورد في كل صغيرة وكبيرة لاسترضاء الآخرين لن تتغيّر بسرعة ولن تصبح من الماضي خاصة بعد أن فشلوا خلال السنوات الماضية في معالجة مخلفات الصور القديمة وإعادة رسم صورة مغايرة. ويعرفون كل التفاصيل عن الاتهامات المجحفة الموجهة إلى حكومة إقليمهم وسياساتها النفطية، ومتأكدون من أن هذه العاصفة لن تكون الأخيرة بين أربيل وبغداد، ومتأكدون من أن عقارب الساعة ( عندهم ) لا تعود إلى الوراء، ولم تعد نظرية الاختيار بين شرين، شر الديكتاتورية أو الفوضى مقنعة لديهم، لأنهم يمتلكون خيارات كثيرة، وسينجحون بهدوء ووفق إستراتيجية متعددة الوسائط والأشكال في تجاوزها دون تنازلات أو خضوع للابتزاز.