بعد سقوط سلطة العصابة الصدامية تطلع أبناء شعبنا لبزوغ شمس الحرية التي كان الجميع يحلم بتحقيقها او العمل بها شيئا فشيئا ، فشارك المواطنون بحماس في الانتخابات وظنوا خيرا بالمرشحين الذين ادعّـوا انهم ضد نظام الزمرة الصدامية، فانتخبوهم وسلموهم مقاليد الحكم بمباركة القوى الوطنية والمرجعية الدينية .
ولكن الايام كشفت الوجه القبيح لمن استلم السلطة ، فزكمت الانوف رائحة الفساد والرشوة ونهب المال العام والاستيلاء على ممتلكات الدولة والاستئثار بالوظائف العليا والدنيا ولم يتركوا من البيضة حتى قشرتها .
حين بدأت الجماهير بالاحتجاج والتذمر واجهتهم السلطات بالتهم والسلاح ، وكانت اسهل تهمة ان المحتجين من أيتام النظام الصدامي ، فمرت بعض التهم مرور الكرام على الناس وصمتوا على مضض .
ثم تمادت سلطات الاحزاب الحاكمة فجندت الميليشيات واستثمرت الاعلام وسخرت الفضائيات لمحاربة المواطنين بحجة المذهب او اتهام المعارضين بالعلمانية والديمقراطية ، حتى عمت التهم جميع فصائل المواطنين الذين يرفعون صوتهم لادانة الفساد المستشري .
ورغم التظاهرات العديدة والاحتجاجات السلمية التي رأينا كيف واجهتها الحكومة بالقوات المدججة بالسلاح والعصي والهراوات والالات الجارحة والاسلحة النارية الا ان المفسدين ظلوا سادرين في غيهم ينهبون الملايين ويزورون الشهادات لاحتلال المناصب دون وجه حق وتقاسموا الميزانية المليارية دون تقديم خدمات وياتي من يقول ان عليكم الانتظار لان تركة العهد الصدامي ثقيلة ...دعهم يسرقون .. دعهم ينهبون.
لا أحد يستطيع الجزم بعدم وجود نـتـائـج عرضية لاي حراك جماهيري ، فعلى الدوام يدخل في الحراك بعض اللصوص وبعض المجرمين وبعض الانتهازيين .. ولكن يجب النظر الى جوهر الاحتجاج واحقية المطالب وهل هي حقا مطالب مشروعة ام لا .
إن المطالبة بمحاربة الفساد واقصاء المفسدين من دست الحكم ومحاكمة اللصوص مطالب مشروعة يجب الاستماع اليها.
اما عدم الاستماع لصوت المواطنين واستمرار النهب والفساد فسيدفع بهم الى ثورة ماحقة تاتي على الاخضر واليابس .
كما إن التعكز على مشاركة بعض الدخلاء على الحراك الجماهيري وتهمة البعث والعمالة والمندسين فهي ليست الاساس وانما هي عوارض جانبية مثلما الدواء الذي ينتج عوارض ضارة رغم نفعه الكبير .
وما دام مسمار جحا موجودا ، ستعلق عليه مختلف المشاكل ، لان البعث أصبح البعبع الذي يطل برأسه كلما صاح المواطن : وا فساداه... وا حكومتاه
رابط مقال من العام الماضي
جاسمية .. أين حقي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=616600