جاء كرونا على أقل التقدير وفي أحسن الحالات والتفاسير بعد التعامل القسري الخاطئ مع البيئة والطبيعة ، ولا نتحدث عن الاحتمالات الأخرى التي قد تتسب عنها ، قبل أكثر من خمسين سنة،فالآفات والكوارث التي يتحدث عنها العلماء أكثر خطورة من كرونا،وهؤلاءالعلماء دقوا ناقوس الخطر في سنة١٩٧٦ من لندن،وأنذروا القادة في العالم حول بداية الظروف البيئية الخطيرة ، و من الضروري التنبه لها وإجراء مايلزم،ومن هذا الوقت الى العقد الاول من القرن الحادي والعشرين كانت أبحاث العلماء و دراساتهم تنذر بالخطر عن البيئة وطبقة الأوزون والتصحر وعلى الأمن الغذائي في المستقبل، ولكن مع الأسف لم تجد لها آذاناً صاغية لهذه النداءات ، والأخطر من تلك الأخطار البيئية وحسب قول و دراسات العلماء المتخصصين فإن الفايروسات الموجودة تحت الجليد في القطبين تنذر البشرية،فإذا تخرج فستكون الكارثة الاعظم.
ياقادة العالم ، أيها المسؤولون ، أيها الشعوب في العالم كافة :
غضبُ الطبيعة لا حلَّ له، لا العلم ولا القوة ولا تكنلوجيا، لذلك يجب على قادة العالم ان يفكروا بجدية في الحل الجذري إذا سنحت فرصةً أخرى للحياة الطبيعية ..
رؤية للمستقبل :
إذا طالت مدة الفيروس لأشهر و توقفت المصانع و المعامل من الإنتاج و توقفت المطارات و العلاقة بين الدول، وتوقفت النشاطات والنظم الاقتصادية ولم يكن هناك منتج ومستهلك على مستوى العالم فسترجع البشرية لمدةٍ الى المرحلة الزراعية و الصناعات الصغيرة و المتوسطة.
فالحل الأفضل و الجذري يكمن في ارساء قواعد سلوك جديدة للعالم محورها الأساسي (سلامة الانسان و كرامته في بيئة سليمة).
فعلى مدى عقود من الزمن رأينا أرخص شيء في هذه الحياة هو الانسان و الطبيعة، و أغلى شيئ هو المادة و الربح...
اذاً ما دام الطبيعة تحكم فلابد للبشرية ان تسجيب للقدر، و القدر بمعنى المعادلات التي خلقها الله في الطبيعة و هي سنن الله في الخلق والآفاق.
ما قرأنا و رأينا من معارك و حروب بعد الحرب العالمية الثانية كانت أكبر و أكثر دماراً و خطورةً من الحربين العالميين ، وما رأينا من خرق للقيم و الأخلاق وما رأينا من هضمٍ للحقوق و اجحافٍ لشعوب و الضعفاء توازي عدّة قرون من حياة البشرية، و كلها من أجل المادة و الربح المادي و من اجل الغطرسة و الهيمنة و الاستبداد و من اجل إرواء الأهواء و الأنفس المغرورة والمتغطرسة ، و كلٌّ يدّعي الحق والعدل زوراً و بهتاناً، فكما قلنا (اذا طالت فترة الوضع الراهن)، فيجب من الآن إرساء قواعد سلوك جديدة لإدارة العالم ولخارطة طريق جديدة للعلاقات الدولية والإقليمية تبني على القيم والأخلاق الراشدة الإنسانية ، بعيدة عن تأليه المادة والربح وتصنيف الدول والشعوب حسب القوة والهيمنة :
ومن هذه القواعد
١-القيم و الأخلاق فوق كل شيء.
٢-الانسان وكرامته وحقوقه هو المحور في القوانين و الدساتير والأنظمة الدولية كافة دون استثناء و دون فوقية أية هويةٍ أو شعبٍ.
٣-الشعوب متحررة تماما دون هيمنة أيه دولة.
٤-اعلان انتهاء نظام الهيمنة والقطب الواحد او صراع القطبين او الأقطاب .
٥-التغيير الجذري في جمعية الامم المتحدة ومؤسساتها .
٦-انتهاء دور مجلس الأمن الدولي وهيمنته و الفيتو الذي مارسه دول الأعضاء وإعادة ترتيبه وتشكيله.
٧-التخلص من الأسلحة الفتاكة بأشكالها كافة و من كل الدول دون استثناء .
٨-اعلان السلام العالمي للبشرية كافة بقواعد ونظم لا يمكن خرقها .
٩-إعادة صياغة الأنظمة والقوانين الدولية على أساس العدل والقسط والعدالة الاجتماعية.
١٠-تفعيل وتنشيط مبادئ وحقوق الانسان ومراجعة بعضها تكاملا مع مبادئ الحقوق الانسان الاسلامية.
١١-انتهاء خدمة المصانع والمعامل التي تؤثر سلباً على البيئة والصحة .
١٢-الاهتمام بالزراعة للأمن الغذائي العالمي وبالتشجير بأنحاء العالم كافة لتعيد العافية للبيئة .
١٣- حماية المحيطات والبحار والأنهار من التلوث بقوانين دولية صارمة ملزمة لكل الدول دون استثناء ،حيث أنّ تقارير العلماء يؤكّدون أنّ مياه المحيطات والبحار بدأت تتغير طعمه من الملوحة الىٰ الحموضة كم يجعلها مصدراً لثاني أوكسيد الكاربون بدل أن يمتصّها وأيضاً تتسبب في إنقراض بعض الحيوانات وذلك تؤثر سلباً على السلّة الغذائية العالمية .
١٤- تثبيت حق تقرير المصير للشعوب دون استثناء .
١٥- إعادة النظر في مبادئ وأسس العهود الدولية بشكل يخدم الانسان والشعوب وسيادة الدول وإرادة الشعوب .
١٦- تنظيم إدارة المال والاقتصاد العالمي بشكل عادل ، وإعادة تنظيم قوانين البنوك بعيداً عن الرِّبا مستلهماً من قواعد الشريعة الإسلامية والقيم الإنسانية العامة .