2017-12-26 12:23:00

الكآبة تختلف هنا عنها في بقية الدنيا.الجمال ينحسر. الخوف من المستقبل يشتد. اللصوص يتكاثرون. القتلة هم الأقوياء.والشرفاء يقل عددهم مثل نوع من الحيوانات أخذ ينقرض. صوت العشيرة والمال والقسوة يعلو على القانون. الشعب في آخر قائمة الإهتمامات. فالسياسيون يفكرون في الإنتخابات وليس في حل المشكلات. الناس يتسابقون من أجل المال والجاه ونسوا القيم والأخلاق التي لم تعد تجد نفعا لهم. يشتمون السياسيين بينما هم يتبعونهم في الصغيرة والكبيرة. الشريف مهان. والوضيع مصان. فالأمانة والمهنية والشرف والتسامح والتكافل وحب الآخرين ومساعدتهم وحماية الفقراء والمحرومين ليست أولوية لأحد. الإبداع ليس له أهمية. فالشطارة والجسارة ولي العبارة والإثارة صارت هي المنارة التي تلجأ إليها قوافل التائهين ليهتدوا الى مصالحهم. الدين لعق على افواه الناس. فتراهم يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويلطمون ويزورون ويسيرون على الأقدام بينما هم عن الله بعيدون وعن نواهيه وحرامه وحلاله يحجمون ولايلتفتون. فالدنيا ساحة مفتوحة للمصالح يرومها الأقوياء ويسحق فيها الضعفاء. الطرق تحولت الى خطوط ممتدة لكنها مخربة وتملؤها الحفر والمطبات. والمستشفيات كأنها مقابر. ودوائر الدولة يعمها الفساد والرشوة والسرقات. والمدارس خاوية على عروشها إلا من معلمين لايتعبون أنفسهم في تدريس المناهج والطلاب لايجتهدون في دروسهم وكانهم يغنون.. هيا نفجر المدرسة.. الحياة مملة وكئيبة ولاتبعث على الفرح. وليس من أمل في أن نرى مدننا تزهو بالأضواء. وشوارعنا تعج بالحركة واسواقنا تضج بالمتسوقين. فكأننا عابرون الى الموت وماالعراق إلا محطة نمر بها ونمضي..