ونحن منهمكون في متابعة اخبار الوباء المستجد سواء من الإذاعات او القنوات الفضائية أو من وسائل التواصل الاجتماعي التي تقلد وكالة أعماق الداعشية، وانعزالنا في البيوت عن العالم الخارجي بسبب الحجر الإجباري، هرباً من توحش "كورونا" الذي فاق في إرهابه الإعلامي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأذرعه السياسية والميليشياوية، يخرج علينا فجأة ودون سابق إنذار إلا من تراكمات لا يعلم بها إلا الله ومسببيها، أحد المسطحين المصابين بجنون البقر السياسي ، متأثراً بمقال أحد الزملاء في تحميل الكورد كل تبعات ما جرى للعراق من حروب وغزوات وقادسيات وأمهات معارك وحواسم، وأن الكورد ومطالبتهم بأن يكونوا مواطنين حالهم حال غيرهم من سكان العراق سبباً لكل تلك الكوارث، مؤكداً أن اتفاقية 11 آذار 1970 بين الدولة العراقية وحركة التحرر الكوردية بزعامة ملا مصطفى البارزاني كانت منحة من (أبو عداي) كما أسماه ويقصد بها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بينما حقائق التاريخ أكدت أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات أعقبت إنهيار الآلة العسكرية العراقية في حربها أيام الرئيس البكر، وقاد تلك المفاوضات صدام حسين كما ذكر ذلك الرئيس مسعود بارزاني في لقائه مع قناة "MBC"، مدعياً أن صدام حسين أعطى نصف شط العرب لإيران مقابل إيقاف تسهيلاتها للحركة الكوردية، ثم أردف في حديثه المتلفز أن حرب صدام حسين وأمام إيران الخميني، كانت بسبب تلك الاتفاقية، وذهب أكثر في خياله العلمي حيث ربط بين غزوة الكويت واعتبارها المحافظة 19 وعودة الفرع إلى الأصل على أساس كونها كانت قضاءً تابعاً للمحافظة، أراد صاحبنا تحويلها إلى إقليم، لكن رفاقه في البيت السياسي الشيعي رفضوا ذلك لأنها ضد رغبة رفاقهم في الأرجنتين!
عموماً لم يتوقف خيال صاحبنا ومرارة مشاعره عند غزوة الكويت، بل ادّعى أن أمريكا شنّت حربها على العراق عام 2003 بسبب الأكراد، وأن كل ما يجري منذ 2003 ولحد اليوم من إنجازات عظيمة سواء كانت عظيمة في فقرها أو فشلها أو ما قدمته من إنجازات هائلة لأهالي الجنوب والوسط، الذي ادّعى هو وغيره من المسطحين بشعارات مذهبية أساسها أن الكورد من جنس الجن، وأن إقليم كوردستان يعيش على نفط البصرة، بينما أهل البصرة يتضرعون جوعاً وعطشاً بسبب فشله في تحويل محافظتهم إلى إقليم وحصوله على 17% اسوة بإقليم كوردستان، وكما ادّعى أن سكان محافظته أكثر من سكان إقليم كوردستان!
كنت أتوقع وهو يسترسل بعصبية ان يربط بين انتشار كورونا في العالم وإقليم كوردستان، او ان الكورد يقفون وراء ما يحصل في اليمن خاصة وقد تم اكتشاف قرية هناك سكانها في الأصل من الكورد!.
حقيقة شرُّ البلية ما يضحك في هؤلاء الذين فقدوا صوابهم واتجاهات بوصلتهم في الحياة، وأصبح الحقد والكراهية سبباً لفقدان توازنهم إلى درجة اختلاق وفبركة قصص وإطلاق أكاذيب ومهاترات في زمن لم يعد باستطاعة الفرد أن يكذب حتى على نفسه، إلا أن هؤلاء من خريجي وزير الدعاية النازي غوبلز ما زالوا يصرون على شعار أكذب واكذب ، حتى يصدقك الناس! والأنكى من كل ذلك وأنا على يقين بأنهم جميعاً يعرفون الحقيقة، لكن الحقد والسحت الحرام قد أعمى بصرهم وبصيرتهم، فتراهم سكارى وما هم بسكارى، فيهم أعراض جنون البقر الهائج في زمن كورونا الخانقة!
حمى الله العراق فقد طغى فيه الفساد والإفساد، وانتشر بين حكامه واذنابهم الكذب والغش والافتراء، ووقى كوردستان الامل المنشود من شرورهم وشظايا مؤامراتهم وصواريخ أكاذيبهم وفبركاتهم.