2017-04-17 06:41:00
علاقات القرابة والصداقة والمحبة والتفاهم مع الكثير من التركمان، تمنحني الدوافع للتطرق الى الشؤون والقضايا المتعلقة بهم بكل تواضع، لأني ما أود أن أراه هو عيشهم في الأمان والإستقرار والسلام والتعاضد لما فيه خير الجميع وخير الوطن. ولكن (للأسف) أرى أن سفينة التركمان تحاول أن تشق طريقها وسط الأمواج العاتية والتغيرات والتعقيدات والتقاطعات الخارجية، والإختلافات والإرهاصات والتحديات والنزاعات والصراعات الداخلية، دون برنامج مدروس ومخطط، أو تأبط ملف رسم فيه الهيكليات والآليات التي يجب أن يعمل فيها.
لدى غالبية المكونات ساسة عقلاء وشرفاء، و(ساسة) جهلاء يتاجرون بمصير مكونهم ومستقبله ويبيعونه الى الذي يدفع لهم الأكثر. والتركمان كغيرهم من المكونات عندهم ساسة شرفاء وعقلاء يستحقون الإحترام والتقدير والحصول على مواقع مضيئة ومتوهجة، لأنهم يدعون إلى الخلق القويم، والسلوك الحسن، والوعي والتعقل، والفهم المستنير، والإنسانية السمحة، وسعة الحلم، ورجاحة العقل، ويدركون أهمية التلاقي والإتفاق مع الآخرين، كما يقدرون تضحيات شعبهم بالأوراح والأموال، ويؤكدون على التسامح والمشاركة في إتخاذ القرارات السياسية والعيش في السلام والإستقرار والإستفادة من الخبرات الكوردستانية لضبط أوضاع مدينة كركوك وتحديد مصيرها وفق الدستور ومنع تكرار المآسي فيها. وعند التركمان كذلك (ساسة) جهلاء ينفذون المخططات الخارجية دون قراءة التاريخ والواقع وتقدير الأمور. تحولوا الى أدوات رخيصة بيد أجهزة مخابراتية تضحك عليهم وتدفعهم نحو إثارة المشكلات والصراعات. وبين هؤلاء الجهلاء توجد شلة شوفينية عنصرية واهمة حاقدة، بائعة لضمائرها ولمبادئها تستغل الحرية المتاحة وغير المقيدة لتحارب في ظلها الكورد، ولا تقر بوجود وطن اسمه كوردستان وتعيش تحت حماية قوات البيشمركه والاسايش. تلك الشلة المسرعة نحو نهاياتها السياسية، جبلت نفسها على الأنانية والنرجسية وحب الشر والاضرار بالآخرين، وفي أعماقها النفس الامّارة بالسوء، ووضعت الشعب التركماني في المزاد وميدان الخطر وحملته ماليس في نطاق مسؤوليته بحجة مجابهة إخوانهم الكورد، سممت بأوهامها القيم الجمالية والروحية الأصيلة للفرد التركماني، تكذب وتلفق، وتحجب وتحرف الحقائق ولا تتعلم من الفرص الثمينة التي سبق أن ضاعت ودروس وتجارب الآخرين والتاريخ والتطورات المتسارعة وتغيير موازين القوى في المنطقة، تمارس العمالة والخيانة وبث السموم، تتعالى أصواتها ضد المطالب الكوردية الدستورية المشروعة، تكرر في كل يوم وفي كل مناسبة وأحياناٌ بدون أي مناسبة، كالببغاوات ذات العبارات والجمل التي تركز على تخديع أبناء جلدتها وتوجيههم نحو التوتر والتشنج والصراع العبثي المحرض على الفتن والمعرقل لكل خطوات التحرر من السلبيات والأمور السقيمة، وعرقلة التوجه نحو المدنية والعيش بنوعية مميزة ولائقة.
لا أبالغ لو قلت أن ما سمعه التركمان من أفواه تلك الشلة التي لا تفوت فرصة الثرثرة بالكلام المعسول، ولا تبخل في مسك الميكروفونات والوقوف على المنصات وإنتقاء المفردات التي تتغنى بالوطنية والقومية وحب الأرض والانتماء للوطن والآمال الواعدة، جعلت عامة التركمان يؤمنون بأن جميع وعودها تخلف، وسائر تعهداتها تنكث، وقسمها يحنث. وما تقوله وتردده تتعلق فقط بغايات في قلوبها وسجاياها وخصالها. ولو أخذنا نماذجاً من ممارساتها المغلوطة وتصريحاتها غير السليمة والبعيدة عن النضج والخيارات الوطنية والقومية، وبالذات التي تلت تحرير العراقي حتى يومنا هذا، نراها تخبطات وقرارات متسرعة ومتبنيات فاسدة وحاقدة لاهم لها إلا خلق حالة من التصعيد التي تؤدي الى الخسائر والأضرار الكبيرة، وزرع روح الحقد والكراهية بين الكورد والتركمان.
المرحلة القادمة بالنسبة للتركمان بحاجة الى سياسيين خيرين ينفعونهم، يتصدون لمسؤولياتهم ويضعون مصلحة كركوك وخدمة الكركوكيين نصب أعينهم، يتنافسوا من أجل تحقيق الإستقرار والرفاه ورفع الحيف وتحقيق المساواة والعدالة. وليت المحسوبين على التركمان المدعومين من الطائفيين والبعثيين، يمتلكون حجة أو مبرراً لهذا العداء للكورد، الا لوثة عقلية إنتقلت اليهم عبر حقبة من العداء السافر لكل ما هو كوردي وكوردستاني، لوثة تكشف غيابهم عن مفهوم ثقافة الكركوكيين وإستماتتهم في عرقلة كل مساعي إعادة الاطمئنان للكركوكيين الذين يعانون من مشكلات وآلام تراكمت عليهم، وليتهم يبتعدون عن الجهالة الساعية لطمس الحقائق التي تؤكد أن كركوك العزيزة كوردستانية، تبنى من قبل أبنائها وتحمى من قبل بيشمركتها.