المظاهرات الصاخبة التي بدأت في المحافظات الجنوبية للعراق وامتدادها لتتوحد في المطالب مع مظاهرات بغداد لايمكن ان تكون بعيده عن تخطيط واستعداد مسبق بسبب حفاوتها وانتشارها واستمرارها الى الأن وبالتالي المظاهرات لا تخرج عن إدارة وسيطرة الاطراف التي لها قوة وواقع على تلك المناطق ، ومهما جاءت المؤشرات من أهالي المنطقة عن قوة وامكانيات المالكي الا ان الأخير لا يمكنه التخطي خارج دائرة السليماني وتواجد الأخير في بغداد كمراقب ومشرف على الأحداث ، ماذا عسانا ان نقول واذا كان وزير الداخلية الإيرانية يدخل العراق ويتجول في الكوفة دون أي تدخل من السلطات العراقية .
ارى ان عادل عبد المهدي كان موفقا في قرار مخاطبة الشعب ، اذ كنت قد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اطالب فيه رئيس وزراء العراق الخروج والتحدث الى الشعب ، وارى في خطاب عبد المهدي اولا :جميل جدا ان نرى ضبط النفس عند قراءته للخطاب الموجه للشعب الثائر
ثانيا : كان موفق في تدريج ما أراد طرحه ، ثالثا : التعهدات التي اقدم على الخطوات الاولى في تنفيذها ومن ثم ربطها بزمن قريب مما يدعوا لبعض التفائل . رابعا : مطالبته بالتهدئة لاعادة الحياة الى طبيعتها عزز ملاحظتنا على ضبط النفس وثقته بما يقول واعطى نوع من الاطمئنان النفسي للمواطنين . خامسا : وضع الكرة في ملعب مجلس النواب ومؤسسات الدولة المسؤولة عن تأدية خدمات المواطنين .
هذه الاخيرة وان كانت شرعية وقانونية الا انها غير موفقة بسبب فقدان ثقة الشعب بالبرلمان ومؤسسات الحكومة .
وكذلك نشرت ان يتوفق عبد المهدي في وقف المظاهرات قبل يوم الجمعة لما لهذا اليوم تاثير في تاجيج الوضع تخوفا من تعزيز المظاهرات بعد خطبة الجمعة ومن ثم صعوبة السيطرة عليها رغم ان بعض المحافظات والمناطق ذات الاغلبية السنية تخوفت من الانظمام الى المظاهرات لاسباب عدة منها اتهامهم بالإرهاب بينما كانت المظاهرات في الناصرية والعمارة عنيفة .