2019-07-24 20:23:45

 

علي حسين فيلي/ في بغداد يتم العمل على كلمة لهتلر بكثير من الاهتمام، قالها في فترة كان يعيش في أوج ارتكابه الجرائم: عندما ننتصر ليس مهما ما هو رأي الناس فينا وماذا يسألون! المهم نحن الذين نحدد مسار مصير المجتمع.
منذ امد بعيد، يتمثل مسار الاحداث كأنه ليس له ارشيف خاص ويتوجب عليك ان تقرأ اليوم فقط. ولم تخصص اية ميزانية مادية ومعنوية لتعويض الاضرار التي لحقت بضحايا الماضي في هذا البلد ولليوم فقط تقوم باستعمال كوابح الحلول.
في بداية جولة جديدة من المباحثات بين بغداد والاقليم، يتوجب ان نتذكر ان كوردستان لا تريد من السيد عادل عبد المهدي الخروج عن نهجه الانساني والسلمي وان يخون العرب وباقي المكونات من اجل الكورد! ولا يريد من اجل الرفاهية في كوردستان ان يقطع الماء والكهرباء عن البصرة وباقي المدن. والعكس صحيح ايضا ينبغي عدم ايقاع الظلم بباقي المكونات من اجل مصلحة الاغلبية العربية.
السؤال ليس عمن يشكل عائقا امام علاج المشكلات واعادة حقوق جميع الاطراف لان من الواضح ان عقلية الادارة الماضية لم تستطع اعادة الحقوق حتى وفقا للدستور العراقي.
يجب ان نذكّر السيد عبد المهدي ان التسبب بمأساة او خلق الرفاه لشعب ما، مرتبطان بإمكانية وقرار الرئيس. وبعيدا عن رئيس التشكيلة الجديدة، فان برنامج عمل الرؤساء السابقين مليء بالملفات التي لا تصب في المصلحة العامة وان ملؤها الى الاحزاب والاطراف والمكونات القومية او الطائفية خلق المآسي وليس الرفاه. وان تجربة قتل الكورد اكثر بكثير من ان تستطيع كابينة وزارية واحدة تحكم في بغداد لوحدها ان تعوض الاضرار التي لحقت بالأحياء خلال دورة واحدة من ادارتها.
في وقت يحتل العراق موقعا متقدما جدا في قائمة الفساد؛ فمن مجموع 180 دولة صُنف العراق في المرتبة 168، يجب ان نعلم انه بسبب وجود مئات المجرمين في مفاصل الدولة التي اهدرت مئات المليارات من الدولارات في عمليات فساد انتجت الفتنة والخراب، فانه حتى من اجل حل مشكلة الكورد لا يسمحون للسيد عادل عبد المهدي ان يعالج اية مشكلة بشكل سلمي وبسلاسة.
وكحقيقة تاريخية، في الماضي لم تكن المشكلة بين كوردستان وبغداد تتمحور بشأن مبلغ الميزانية او المادة 140 ولا مشكلة النفط والغاز! صحيح ان هذه هي معظم مشكلات اليوم، ولكن الحديث عن الحقوق القومية والانسانية والوطنية لشعب باسم الكورد اقدم بكثير جدا. ان خلق التوازن بين عقلية الميليتاريا وسياسة الحوار الناعم، وتوازن قطاعات البناء والرفاه مقابل القطاع الذي يتبنى سياسة الحرب في العراق امر معقد جدا. ومكافحة ظواهر الفرهود والغنائم وجرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي امر معقد جدا ايضا. ومن الواضح ان السيد عبد المهدي يعرف هذه الامور بشكل جيد.
وبعملية حسابية بسيطة تظهر بوضوح حصة كوردستان من الاضرار، وكم جيل تعرض للهجمات وعمليات القتل وكم تعرضت الارض للهجمات التدميرية. واليوم في بغداد، ممثل الجيل الذي نجا من الانفال والقصف الكيمياوي والجينوسايد يمني النفس بامكانية مسح اثار الهجمات العسكرية وتطهير اثار عشرات ومئات حقول الالغام التي زرعت بذور الموت في قلب هذه الارض.
وعلى الرغم من ان بذل المساعي لمنع وقوع الكوارث في المستقبل امر مقدس وضروري، الا ان السيد عبد المهدي يعرف جيدا انه حتى ليس بامكانه الخروج من دوامة ديون الدمار الذي حصل في العراق عموما وكوردستان خصوصاً في الماضي من دون تعويض الاضرار المادية والمعنوية، والبناء للمستقبل مع وجود التهميش والتهديد.