تتعدد اشكال الابتزاز بين الخصوم وبين الحلفاء عند اختلافهم لتستخدم فيها كل الادوات والطرق التي يدنس فيها المقدس بهدف إخضاع الجهة المبتزة لرغبات المبتز والتحكم في طريقة تفكيرها وتوجيهها بالطريقة التي يريد. ربما يكون الامر مقبولاً ان تكون معركة الابتزاز بين فريقين متخاصمين او بين حليفين اختلفا على تقاسم الحصص، أما أن تكون المعركة بين سراق فاسدين وبين القضاء فهنا لابد لنا ان نضع كثيراً من علامات الاستفهام ونستخدم مشرط الجراح في التحليل . يتصور البعض ان الابتزاز أرخص أنواع المعارك وأقلها كلفة ، ولا تكلف سوى خلط الاوراق وقلب الحقائق باستخدام أقلام مأجورة ومواقع مفروشة للنشر، لكن المبتزين يتناسون أن حبل الكذب قصير، وستسقط ورقة التوت عنهم بمجرد ان تهب أول ريح ، يوم لا حصانة ولا عشيرة ولا حزب ينفع إذا ما قال القضاء كلمته. لقد وجه مجموعة من الفاسدين أبواقهم المبحوحة ضد القضاء بعد ان قام مجلس القضاء الاعلى باصدار قوائم لمتهين بقضايا تتعلق بالمال العام وتحدث عن إجراء المحاكم بملاحقة هؤلاء . هذا البيان أرعب الفاسدين وبعثر أوراقهم وحساباتهم ، فلجأوا الى الابتزاز وإختلاق الاكاذيب ، ونشروا عبر المواقع الرخيصة بانهم مطلوبون للقضاء بمكيدة سياسية. هذا الادعاء يذكرني بسيدة القي القبض عليها في بيت يأوي ارهابين ، فقالت في المحكمة انها عاهر ولاعلاقة لها بالارهاب . على قاعدة أهون الشرين أرادت ان تتخلص ، فهؤلاء الفاسدون عندما أدركوا ان التهم الموجه اليهم في التلاعب بالمال حقيقية لا مفر منها ، استحدثوا المكائد السياسية وتذرعوا بالحصانة ، وهم يعلمون قبل غيرهم أنهم دمى سياسية يحركها الزعيم باعتبارهم يمثلون مكوناً اخر مختلفاً عن مكون الزعيم وهنا تكمن اللعبة . هؤلاء المساكين لا يفقهون ان من دفعهم الى هذا العمل ووعدهم بالحماية ، سيتخلى عنهم وما هم سوى أوراق يلعب بها وقت الحاجة. فلقد قالها الزعيم ذات مرة وهو يتحدث بالاعلام بأن لديه كثيرا من الملفات والوثائق على خصومه وحلفائه وسيخرجها في الوقت المناسب أي سيبتزهم متى أراد. أن لعبة الابتزاز السياسي الذي يلعبها بعض (الزعماء ) مع بعض الزعانف ليقلب الحقيقة قد ولى زمانها ، ولم تعد نافعة، والاكاذيب لا تصنع سياسيين. ولا يمكن للفاسد ان يكون وطنياً ولا يمكن أن يكون قائداً ، ولو سُخرت له كل الاقلام وكل الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي. فالقيادة لا تخلق من العدم ولا تصنع على أيدي الزعيم أوبالاكاذيب والتضليل والدعاية ، وانما تولد وهي تحمل مقومات وملكات ذاتية . فلا ابتزاز القضاء ولا ما يسطره المسطرون في الفيسبوك او تويتر ولا حملات التخويف ستنقذهم من سطوة الحق وحكم القضاء ، مادام هناك إصرار على العدالة. لم تكن معركة القضاء هذه هي الأولى ولن تكن الاخيرة لكننا واثقون هناك ضمائر حية جاهزة للدفاع عن العراق. القضاء هو المعقل الاخير فلا تهدموه ، ولا تبتزوه ولا تخذلوه فتفشلوا وتذهب ريحكم . فالقيادة لا تخلق من العدم ولا تصنع على أيدي الزعيم أوبالاكاذيب والتضليل والدعاية , وانما تولد وهي تحمل مقومات وملكات ذاتية
فلا ابتزاز القضاء ولا ما يسطره المسطرون في الفيسبوك او تويتر ولا حملات التخويف ستنقذهم من سطوة الحق وحكم القضاء , مادام هناك إصرار على الشرف.